المصدر: | مجلة الفكر السياسي |
---|---|
الناشر: | اتحاد الكتاب العرب |
المؤلف الرئيسي: | الجراد، خلف محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س17, ع57 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
سوريا |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
الصفحات: | 79 - 162 |
رقم MD: | 754486 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | +EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
على مدى عشرات الصفحات السابقة أظهرت الدراسة بالوثائق الدقيقة والمراجع العلمية المؤكدة، كيف أن تركيا عانت منذ أواسط القرن التاسع عشر من ضياع "البوصلة" والسمت الهادي للحركة السليمة، فدخلت في تيار "الطورانية" الشوفيني الاستعلائي، ثم في لعبة "تركيا الفتاة" و ("الاتحاد والترقي")، حيث الهيمنة لـ "يهود الدونمة" و "الماسونية"، ومن ثم وقعت فريسة لتخبطاتها الداخلية وانهيار تماسكها السياسي والمجتمعي، وصولا إلى نشوب تمردات عديدة من جانب الشعوب المضطهدة الواقعة في إطار هذا الكيان المتهالك الآيل للسقوط والزوال، رغم محاولات "السلطان عبد الحميد الثاني" وحاشيته تأجيل ذلك (باعترافه) عبر أساليب عديدة، من بينها الخضوع لإملاءات وشروط السفراء والقناصل الأجانب، ومغازلة الحركة الصهيونية العالمية، ممثلة بزعيمها آنذاك "تيودور هرتزل" وغيره، لكن على حساب فلسطين وأرضها وشعبها (وقد فصلت الدراسة في هذا الموضوع وبينت معظم جوانبه الخافية أو غير الصحيحة)، وصولا إلى ما يسمى "العثمانية الجديدة" وأبرز أطروحاتها، وأفكارها وأهدافها. طبعا هناك نقاط وموضوعات إشكالية كثيرة، اضطررنا لإرجاء إدراجها في هذه الدراسة التي أصبحت كبيرة الحجم ولا تستوعب المزيد، ومنها مثلا: الدور الحقيقي "ليهود الدونمة" في الحياة الاقتصادية والسياسية التركية ماضيا وحاضرا، وموضوع العلاقة بين "الاتحاد والترقي" و"أتاتورك" والماسونية والصهيونية، وما حدث في تركيا بعد عام 1924 حتى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وغير ذلك من مسائل وقضايا ذات أهمية كبيرة في هذا المجال. أما النقطة الجوهرية والمركزية التي توصلت إليها الدراسة فإنها تتمثل بتضييع تركيا على مدى عشرات أو حتى مئات السنين الهوية والاتجاه والطريق، وهو أمر شديد الخطورة ليس على شعبها بمكوناته المختلفة، وإنما على شعوب ودول الجوار وغيرها من الشعوب والدول المرتبطة بها بشكل أو بآخر. فإذا ما استمرت بنهجها السياسي – الإيديولوجي التائه هذا (المتجسد اليوم بالنزعة العثمانية الجديدة)، فإنها معرضة فعليا للانهيار والتفكك، كما حصل مع الإمبراطورية العثمانية التي أصبحت في عقودها التاريخية الأخيرة "رجل أوروبا المريض". أردنا في هذه الدراسة الموثقة والمعمقة تجاوز الكتابات الصحفية السريعة والموجزة والعمومية، ودفع القارئ الصبور والباحث المتخصص لإنعام انظر بهدوء وروية في تاريخ كنا جزءاً منه لمئات السنين، حتى لو لم نكن صناعه، لكننا دفعنا ثمنه غاليا في إعاقة تقدمنا واستقلالنا ونهضتنا الحضارية والثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها.. وما زلنا نعاني الكثير من تبعاته وارتداداته ومنعكساته في ميادين عديدة، وربما لن نتخلص من تبعات هذا الماضي الثقيل بيسر وسهولة، ما لم نمتلك الوعي الكبير والإرادة القوية والرؤية المنهجية الواضحة التي يجب أن تشكل الناظم لمسيرة مجتمعاتنا وشعوبنا ودولنا حاضرا ومستقبلا. ونترك للقارئ الحصيف والمدقق والمتأني الحكم على هذا الجهد البحثي الذي استغرق إنجازه وقتاً كبيراً وعودة متفحصة لعشرات المؤلفات والدراسات والأعمال المتخصصة، مع تأكدنا أن كثيرين ممن ستتاح لهم فرصة الاطلاع على هذه الدراسة المتواضعة سيكون بمقدورهم إنتاج أفضل وأعمق وأدق منها، خاصة من يختص منهم بالتاريخ العثماني أو شؤون تركيا الحديثة والمعاصرة، ولهذا نأمل أن نقرأ في هذا المكان أو غيره أبحاثا ودراسات جديدة من شأنها إثراء هذا الموضوع والملف الإشكالي والمعقد، وبالتالي توسعته وفتحه على جميع القراءات والمقاربات والاجتهادات البحثية – العلمية المفيدة والضرورية |
---|