المستخلص: |
ينطلق هذا البحث من فكرة الأثر الأدبي التي نادت بها الأسلوبية وإعمال حدس المتلقي في استكناه النص واستنطاقه من خلال الأدوات الفنية التي يبني بها الشاعر وعليها إبداعه، بالإضافة إلى الأخذ بمنهج الأسلوبية الشعرية الذي يرفض فكرة "النص المغلق"، و"موت الشاعر" مقابل حياة الناقد،إنها ولادة جديدة للشاعر والناقد في آن، فهو منهج يؤمن بالعلاقة الوثيقة بين شخص الشاعر وبيئته ولكنه ينطلق مع ذلك من لغة النص لا من خارجه، كما لا يكتفي بالتوزيع البنيوي فحسب، وإنما يفسر ويعلل الظاهرة اللغوية من صوت وصرف وتركيب ومعجم وسياق، تفسيراً نفسياً وجمالياً وفقاً لمبدأ الاختيار الرأسي، والتوزيع الأفقي في آن، باعتبار أن مهمة الناقد الأسلوبي ما وراء اللسانيات لا اللسانيات ذاتها،كما ينحو البحث أحياناً نحواً أسلوبياً مقارناً بين الرضي والعباس بن الأحنف وفق ما تثيره لغة كليهما في حدس المتلقي من اكتشاف علاقات أسلوبية بينهما تنبعان من أيديولوجية واحدة متتبعاً السمات الأسلوبية المميزة في النصوص موضع التحليل، "فاللغة حقيقة في كل تركيباتها تنطوي على جانب يتصل بالفكر، وجانب آخر يتصل بالوجدان، وقد يطغى أحدهما على الآخر بحسب الحالة التي يكون عليها المتكلم وحسب الظروف التي تحيط به . ولما كان البحث لسانياً وجمالياً في آن فقد جاءت عناوين الموضوعات في البحث نقدية لا لسانية، لكن منهج تحليلها وتعليلها أسلوبي مسباره اللسانيات الحية التي تفكك لتطلق الطاقة الجمالية الخاصة الكامنة في انزياحات الشاعر عن المألوف في البنى والتراكيب التي انتقاها من بين كل خيارات اللغة، وذلك من خلال إبراز تعاضد عناصر اللغة المختلفة من أجل الدلالة الخاصة التي يريد الشاعر أن يوصلها إلى الخاصة وربما إلى خاصة الخاصة. فهو بحث تطبيقي ينأى عن التنظير ما أمكن ويولي عنايته للتطبيق؛ "إذ إن فهم النص الأدبي يتأتى بإدراك التلاحم الداخلي فيه؛ ولذا فإن النص كله يجب أن يوضع تحت مظلة التفسير والشرح، وأن يتركز هذا التفسير على إدراك التراكيب الدالة الشاملة ونمطية هذه التراكيب وسياقاتها الإيحائية، وكل ذلك من خلال تصنيفات لا تبتعد عن النص إلا بمقدار ما تعود إليه، وأن تكون الصياغة وسيلة النفاذ الأساسية إلى أعماق كل هذه الأبعاد." \\ فالبحث يفضي إلى استكشاف علاقة خفية بين الرضي والعباس بن الأحنف من جهة وبين فكر كليهما، ويخلص إلى أن مبدأ التقية الذي تؤمن به الشيعة- فرض لغة رمزية خاصة استخدمها الشاعران، فجاء شعرهما ملفعاً بالغموض، وكان دور الناقد اللساني استعمال حدسه في استكناه الدلالة المترتبة عليه دون تقيد بعدد من الصفحات مسبق وإنما جاء البحث وفق ما فرضته النصوص من موطن الدراسة بين معطيات أسلوبية خاصة، فهو بحث يحاول استجلاء العلاقة بين الفكر واللغة.\\
This research studies (Attuqyah) phenomenon in the poetry of Al-Shareef Al-Radhy compared with that of Al-Abbas Ibn Al-Ahnaf in such areas, where both of them start from the same ideology.\\ The approach is a stylistic one bringing close relationship between aesthetic criticism and linguistics. The starting point of the research is the idea of literary tools used by the poet. It also adopts the approach of poetic stylistics which rejects the notion of “closed text” and the poet ̉s death in exchange for the “survival” of the critic. It shows that both the critic and the poet are newly born. It is an approach which believes in the close relationship between the poet and his surrounding though it starts from within the text not from outside. This approach does not also become satisfied with the structural distribution only; rather it interprets and justifies the linguistic phenomenon, be it sounds, words, structure, dictionary and context, in terms of psychology and aesthetics and in line with the principle of vertical and horizontal distribution at the same time. This is due to the consideration that the task of the stylistics critic is beyond linguistics not linguistics per se.\\ In conclusion, the research is considered an applied one keeping away as much as possible from theorization since the main concentration is on understanding the text by recognizing its inner cohesion. Therefore, the whole text should be within the domain of interpretation and explanation.\\
|