ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







فارس وهب حياتة للإسلام : قراءة فى مسرحية طورغوت

المصدر: مجلة الرافد
الناشر: حكومة الشارقة - دائرة الثقافة والإعلام
المؤلف الرئيسي: كحيلة، محمود (مؤلف)
المجلد/العدد: ع196
محكمة: لا
الدولة: الإمارات
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 102 - 106
رقم MD: 756784
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: تمكن الكاتب من التعبير عنها في يسر وكفاءة وبساطة.. إنها الخبرات التي تتراكم لدى الكاتب من جراء تعدد التجارب الثقافية والمعرفية.. خبرات لا تكتسب إلا بمزيد من التأمل في أمور الحياة التي لا تنفك تلقي بظلالها على الدراما الجيدة التي ينبغي لها ألا تكون إلا انعكاسا لها ليرى المتلقي نفسه في الحدث الدرامي المعروض عليه، حتى لو سبق وجوده بألاف الأعوام، فهؤلاء الناس ككل الناس تختلف معاييرهم تجاه القضية الواحدة باختلاف الشخوص والظروف، وهكذا نحن.. يختلف رد فعلنا ولو تشابه الحدث وتشابهت الظروف.. ذلك الأمر الذي أصبح بما لقى من عذاب وما أظهر من بطولة شخصية أسطورية جاذبة، التف حولها القوم لأجل الثورة والتغيير والتحرير، الذي بدأ بالمصادفة التاريخية من مدينة ((جربة)) بتونس الشقيقة، التي منها انطلقت أيضا شرارة الثورة العربية الجديدة في أواخر عام 2010، ولكن التحرير قادم والخلاص بإذن الله -كما يؤكد النص المسرحي الشيق الذي لا زلنا مرابضين على قراءته - حيث بعد تحريره يبدأ طورغوت بتحرير المدن التونسية من أيدي الأسبان في المدة من عام 1544 إلى سنة ١٥٥٠م مدة طويلة نسبيا، ولكنها في عمر الأمم والشعوب المحررة لا تساوى شيئا، حررت فيها مدينة المهدية من بعد جنوة ثم صفاقص ثم سوسة ثم المنستير. وفي هذه الأثناء توفي القائد (خير الدين بربروس) وعين طورغوت خلفا له على قيادة العسكر التركي، واستمر في عداوته للأوربيين عداوة لم تعد عرقية ودينية فقط؛ وإنما ثأرية. إذ أصبح له ثأر خاص يطلبه منهم عندما تفننوا في أوجاعه وتعذيبه، فبات يتفنن في توجيه الضربة تلو الضربة لهم، لاهم له إلا أن يوجعهم ويؤلمهم كلما تذكر ما سببوا له من ألم، وفي المقابل هم يضعون معركتهم الشخصية معه فوق كل المعارك، ويطلبونه حيا أو ميتا؛ ولذلك يحاصره القائد الإسباني ((أندريا)) في ((جربة)) ويشتد الحصار حتى يكاد يسقط، ولكن طورغوت تمكن من خداع قوات أندريا وهرب بقواته من ميناء بحرى ضيق بواسطة عمل عسكري رائع قام فيه طورغوت بعمل جسر من سيقان الأشجار سحب من خلاله سفنه المحاصرة إلى عرض البحر، فتمكن من كسر الحصار، والإفلات من العدو الأوربي المتربص. ينتصر القائد العربي العثماني (طورغوت) على عدوه الإسباني، ويستعيد (جربة) التي كان حاصرها العدو، ولذلك ينتبه الأوربيون إلى ضرورة اجتماع قادة (الحلف المقدس) الذي شكل بناء على أوامر الملك ((فيليب)) ملك أسبانيا، ويجتمع الحلف المقدس في مالطة عام ١٥٦٠م لغرض استعادة طرابلس من يد الأتراك لكن لا تأتي الرياح بما تشتهى السفن.. إذ يستمر طورغوت في إحراز انتصاراته العسكرية بالاستيلاء على ست وخمسين سفينة، وقتل ثمانية عشر ألفا من الأعداء، ويأمر بقطع رؤوسهم، وعندما يسأل عن غرضه من قطع كل هذه الرؤوس يقول: لأني سأبني برجا بهذه الرؤوس المقطوعة.. وبالفعل (تبدأ بعدها حركة نقل الرؤوس علي المسرح وبناء البرج) ومهما طالت رحلة الكفاح أو قصرت لابد ستنتهي كما انتهت مسرحية (طورغوت) الشيقة، بموت البطل كما يقول الراوي الذي يعلق على مرور جنازته بقوله: (في السابع عشر من شهر يونيو سنة 1565م استشهد طورغوت في حصار مالطة، وتقرر دفنه في طرابلس، وتعلو الأصوات مرددة ((لا إله إلا الله.. محمد رسول الله))، ولا أجمل من هذه الشهادة العظيمة التي تجدد الإيمان؛ لينطوي عليها هذا النص جيد الصياغة والذي أحسن فيه اختيار الزمان والمكان، وتنوع وتعدد في المشاهد المتعددة، إلى فضاءات وفراغات مختلفة، كالبحر والميناء والقصر والسفينة والخيمة، وما بين الأيقونات التراثية العربية الإسلامية، والظواهر الطبيعية، جرت أحداث هذه البطولة العربية الفريدة التي استشهد بطلها في النهاية فكتب له الخلود كما هو الحال مع كل من يبذل روحه فداء لوطنه. محمود إذا قلم الكاتب د. سلطان القاسمي الذي استخرج هذه الدرة من درر التاريخ العربي الإسلامي، الجزء غير المطروق منه، بخلاف ما كان في المعالجات السابقة، التي اعتمدت على أحداث تاريخية مشهورة، كالإسكندر وشمشون، والنمرود، وعرضها على مائدة الدراما المسرحية بهذه الجودة وتلك الكفاءة وذلك العمق.

عناصر مشابهة