المؤلف الرئيسي: | محمد، محمد الراجي (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | مصطفى، معتصم بابكر (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
موقع: | أم درمان |
الصفحات: | 1 - 446 |
رقم MD: | 757505 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة دكتوراه |
الجامعة: | جامعة أم درمان الاسلامية |
الكلية: | معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي |
الدولة: | السودان |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
هدفت هذه الدراسة إلى مقاربة طبيعة دور الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام بالتطبيق على النخبة الجامعية الأكاديمية المغربية، ورصد سلوكها الاتصالي من خلال التعرف على دوافع وأهداف استخداماتها لوسائله المختلفة، والمواضيع والقضايا التي تثير اهتمامها في هذا الإعلام، وحجم مشاركتها في إنتاج المضامين الإعلامية، وتحديد تأثيراته في تكوين أراء النخبة إزاء قضايا الشأن العام المحلي، ثم دوره في تشكيل الرأي العام وأساليب تغييره. ولمعالجة أبعاد مشكلة الدراسة استخدم الباحث منهج المسح التحليلي عبر رصد كل المعلومات ذات العلاقة بمكوناتها الأساسية وتفسير أسبابها، كما اعتمد أدوات الملاحظة والمقابلة والاستبيان، ولجأ فيما يخص تحليل مخرجات الاستبيان إلى برنامج التحليل الإحصائي للعلوم الاجتماعية المعروف اختصارا بSPSS لاختبار العلاقات الإحصائية بين متغيرات الدراسة وعلاقاتها الارتباطية. وقام الباحث بجمع معلومات هذا البحث وتقسميها إلى أربعة فصول. وقد عالج الفصل الأول، وهو بعنوان الإعلام الجديد، في المبحث الأول نشأة وتطور وسائل الإعلام ومراحلها المتعددة حتى عصر ثورة المعلومات وتكنولوجيا الإعلام والاتصال. وتناول المبحث الثاني الإعلام الجديد ومرتكزاته والمداخل النظرية الاجتماعية والسياسية المؤسسة والمفسرة لمفهومه، وشرح المبحث الثالث بناء الرسالة وإنتاج المحتوى في تطبيقات الإعلام الجديد. وحدد الفصل الثاني، والمعنون بقضايا الرأي العام، في المبحث الأول أهمية الرأي العام ومراحل تطوره، بينما تناول المبحث الثاني مفهوم الرأي العام وأنواعه، وعالج المبحث الثالث متغيرات وعوامل تكوين الرأي العام ووظائفه، ورصد المبحث الرابع تاريخ قياس الرأي العام وأهميته، وطرق وأساليب قياسه. وعالج الفصل الثالث، الذي حمل عنوان وسائل الإعلام الجديد وتشكيل الرأي العام، في المبحث الأول طرق وأساليب تشكيل الرأي العام، ومراحل تأثيرات وسائل الإعلام في الرأي العام، وأساليب تغييره، أما المبحث الثاني فتناول تطبيقات الإعلام الجديد وتأثيراتها في تشكيل الرأي العام، ودور صحافة المواطن في ذلك، وعالج المبحث الثالث إشكاليات تشكيل الرأي العام في الإعلام الجديد، والمبادئ والمعايير الحاكمة للممارسة الإعلامية الإلكترونية. أما الفصل الرابع فتناول من خلال الدراسة الميدانية طبيعة دور الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام بالتطبيق على النخبة الجامعية الأكاديمية المغربية، واستقصى دوافع استخداماتها لوسائله وأهداف تعرضها لوسائطه، والقضايا والمواضيع المثيرة لاهتمامها، وحجم مساهمتها في إنتاج المضامين الإعلامية، ورصد مخرجات ذلك في تكوين رأي النخبة الجامعية المغربية، وتأثيرات وسائل الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام وأساليب تغييره. وبعد إجراء الدراسة الميدانية توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج، أهمها: - هناك تحول في السلوك الاتصالي للنخبة الجامعية الأكاديمية المغربية في علاقتها باستخدام وسائل الإعلام؛ إذ حرص أفراد العينة على استقاء الأخبار والمعلومات عبر الإعلام الجديد؛ فقد جاءت أعلى نسبة لاستخدام وسائله بصفة منتظمة (دائما) ب15.52%، بينما تراجع الاهتمام بوسائل الإعلام التقليدي، لكن في الوقت نفسه لم يتأثر كثيرا التعرض للتلفزيون بالاستخدام المتنامي للإعلام الجديد؛ إذ بلغت نسبة استخدام القنوات الفضائية 13.35%. واستخدم أفراد النخبة الجامعية في المرتبة الثالثة وبصفة منتظمة الكتب بنسبة 12.11%، وفي المرتبة الرابعة الصحف والمجلات بنسبة 9.93%، وأخيرا المحطات الإذاعية بنسبة بلغت 5.90%. - استخدمت النخبة الجامعية المغربية في المرتبة الأولى، وبشكل منتظم (دائما)، المواقع الإخبارية والصحف الإلكترونية بنسبة 19.19%، ثم شبكات التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية بنسبة بلغت 8.08%، بينما جاء تلفزيون الإنترنت في المرتبة الثالثة بنسبة 4.20%، وصحافة الفيديو في المرتبة الرابعة بنسبة بلغت 3.03%، ثم المدونات وراديو الإنترنت بنسبة 2.69% لكل منهما. - استخدمت النخبة الجامعية المغربية وسائل الإعلام الجديد لأجل أهداف الفهم بنسبة بلغت 46.8%، وجاء في مقدمتها الفهم الاجتماعي الخاص ب"متتابعة الأحداث الجارية وفهمها، وهو فهم مرتبط بمعرفة الفرد لتطورات المجتمع ومؤسساته المختلفة، ومن ثم إدراكه لدوره ولوظيفة هذه المؤسسات في المجتمع، تلا ذلك هدف التوجيه الخاص بالتفاعل، وهو مشاركة الأخبار والمعلومات مع الآخرين، وحظيت أهداف الفهم والتوجيه بنسب متقاربة؛ إذ بلغت الأولى (الفهم) 46.80%، والثانية (التوجيه) 39.89%، بينما لم تتجاوز أهداف التسلية 13.43%. - نشر أفراد العينة في المرتبة الأولى الدراسات العلمية بنسبة بلغت 27.24%، وفي المرتبة الثانية مقالات الرأي بنسبة 26.04%، ثم في المرتبة الثالثة التعليقات والردود بنسبة بلغت 24.55%، وجاءت في المرتبة الرابعة والخامسة الصور والفيديو بنسبة 11.07%. - شاركت النخبة الجامعية المغربية في إنتاج المضامين الإعلامية عبر وسائل الإعلام الجديد بشكل عام بنسبة بلغت 59.73%، ويظل هذا الحجم متوسطا؛ إذ لا تملك عينة الدراسة تراكما كبيرا في استخدام هذه الوسائل سواء لنشر إنتاجها العلمي والثقافي، أو المشاركة في مناقشة الأحداث الجارية والقضايا التي تهم الرأي العام والتعليق عليها، أو الرد على مشاركات المستخدمين الذين قد ينتقدون آراءها. - استخدام النخبة الجامعية لوسائل الإعلام الجديد نتجت عنه في المرتبة الأولى التأثيرات المعرفية بنسبة بلغت 47.34%، وفي مقدمتها التوسع في معرفة وفهم الأخبار والأحداث الجارية وتركيز الانتباه والاهتمام بموضوعات وأحداث وقضايا معينة. وجاءت التأثيرات السلوكية في الترتيب الثاني بنسبة 36.11%؛ حيث أدى اعتماد النخبة الجامعية على وسائل الإعلام الجديد إلى التوسع أولا في فهم الأحداث الجارية وإدراك أبعادها ومتابعة تطوراتها، وثانيا القيام بسلوك تجاه قضايا الشأن العام، وشملت هذه التأثيرات تنشيط السلوك وخلق ردود أفعال معينة تفاعلا مع المحيط السياسي والاجتماعي والثقافي. وفي إطار التأثيرات السلوكية وافق 73 مبحوثا بنسبة بلغت حوالي 8% على دور الإعلام الجديد في تشكيل رأي النخبة الجامعيان المغربية؛ ضمنهم 16 مبحوثا بنسبة 5.29% وافقوا بشدة على دور الإعلام الجديد في تكوين أراء النخبة الجامعية واتخاذ قرارات بشأن الموضوعات التي تثير اهتمام الرأي العام، و57 مبحوثا بنسبة 9.32% أبدوا موافقتهم بشكل عام على هذا الدور. وجاءت التأثيرات الوجدانية في المرتبة الثالثة بنسبة 16.55%؛ حيث أدى الاعتماد على وسائل الإعلام الجديد إلى تأثيرات في مشاعر عينة الدراسة واستجابتها العاطفية. ومن واقع النتائج التي خلصت إليها الدراسة أوصى الباحث بعدد من التوصيات جاء في مقدمتها: - تعزيز السلوك الاتصالي للنخبة الجامعية ليكون منفتحا ومواكبا لمتطلبات البيئة الاتصالية الجديدة التي تتسارع فيها التطورات والمستحدثات التكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال؛ إذ يتجه السلوك الاتصالي للنخبة نحو المواقع الإخبارية والصحف الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، بينما يقل اهتمامها بتلفزيون الإنترنت وصحافة الفيديو في الوقت الذي بدأت فيه هذه الوسائل تحظى بانتشار ملحوظ بين المستخدمين في بيئة اتصالية يتعاظم فيها استخدام الحاسوب اللوحي والهواتف الذكية. - هناك حاجة ضرورية إلى إعادة الاعتبار للكتاب باعتباره مصدرا للمعرفة بأشكال مختلفة ورقيا وإلكترونيا؛ إذ مع تحول السلوك الاتصالي للنخبة الجامعية باتجاه المواقع الإخبارية والصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، تراجع اهتمامها ببعض الوسائل التقليدية مصدرا للمعرفة، مثل: الكتب، وهو ما قد يشكل تهديدا لهذا المصدر المعرفي ويفتح الباب على مصراعيه لأشكال ومصادر أخرى رقمية تفتقر إلى العمق والرؤية وتروج للثقافة السطحية. - توسيع مشاركة النخبة الجامعية في إنتاج المضامين الإعلامية لتشمل القضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، فلا يزال اهتمامها منصرفا إلى الدراسات العلمية التي جاءت في مقدمة أولوياتها، في الوقت الذي تنحصر فيه مشاركة بعض أفراد العينة في قضايا وأحداث موسمية، مثل: الانتخابات أو المهرجانات الثقافية، بينما يستخدم آخرون وسائل الإعلام الاجتماعي مظهرا اجتماعيا، وهو ما يجعل تأثير النخبة في تشكيل الرأي العام أو تغييره محدودا. - تحتاج المؤسسة الجامعية المغربية إلى توفير بيئة علمية تشجع بحوث ودراسات استطلاع الرأي العام عبر إنشاء مراكز ومعاهد بحثية متخصصة تعمل على نشر ثقافة الاستطلاع في صفوف الطلاب والباحثين؛ فضلا عن الجمهور؛ إذ ليست هناك تقاليد علمية وأكاديمية تساعد الباحثين في إجراء دراسات حول الرأي العام. ولا شك أن إنشاء هذه المراكز والمعاهد سيسهم في ترسيخ أصول البحث العلمي في هذا الحقل المعرفي الذي يعد أحد مقومات الوجود السياسي؛ باعتباره محددا لأطر الوعي بقضايا الشأن العام والحوار حول الموضوعات التي تهم الحياة اليومية للمواطنين، وتكوين المواقف والاتجاهات والآراء. |
---|