المصدر: | مجلة الكلمة |
---|---|
الناشر: | منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | علوض، حسن (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س15, ع60 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
التاريخ الهجري: | 1429 |
الشهر: | صيف |
الصفحات: | 85 - 96 |
رقم MD: | 759866 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تبشر الحقبة القادمة من تطور المعرفة عموما والعلمية منها على الخصوص بتأثيرات ونتائج سوف تكون أعمق وأشمل من تلك الحقب التي سبقتها حيث تتضاعف المعرفة البشرية، وبالتالي تتغير أساليب الحياة بكاملها، وتفسح المجال لنشوء أنماط وأساليب جديدة، ستسمح لنا بقطع ثمار ألفي عام من تقدم العلم من خلال الإمكانات والتطبيقات العلمية غير المحدودة التي ستمكننا من التحول من عصر الاكتشاف إلى عصر السيطرة والتحكم. لقد أدرك الأقوياء في عالم اليوم روح وآليات العصر، لذلك نراهم يتسابقون في مجالات تطوير البحث العلمي والبرمجيات وفي ميادين الاقتصاد المعرفي، ففي هذه الميادين سيكون صراع الأقوياء الذي يبدو بأنه سيكون صراعاً تكنولوجي وعلمياً في المقام الأول. إن هذه التحولات الخطرة تحتم علينا، كأمة عربية متخلفة، التفكير بجدية في التحديات التي تواجهنا في الانتقال إلى مجتمع المعرفة. إننا نمتلك عدداً وافراً من الكفاءات والخبرات العلمية التي تحتاج إلى الثقة من خلال إعادة الاعتبار للعقل المستقبلي العربي. إن نقطة البداية في أي تحول أو تغيير هو الاهتمام بالعنصر البشري، من خلال تطوير النظام التعليمي العربي لأنه المدخل الرئيس لأمتنا للمشاركة في الإنتاج والإبداع، وذلك من خلال وضع استراتيجية بعيدة المدى على: - ربط التعليم بالإنتاج، وتطوير فكرة المدرسة الشاملة على ضوء التجارب العالمية والاحتياجات التنموية. - تطوير برامج ومناهج التربية والتكوين على ضوء التطورات العالمية في العلوم الأساسية وكذلك على ضوء نتائج البحث والتطوير. - توفير الإمكانات المعرفية والتكنولوجية لضمان التعليم المستمر بالإمداد المنتظم للمتعلم بالمعلومات المتجددة في التخصصات المختلفة وباعتماد مبدأ القنوات التعليمية المفتوحة. - إدخال التكنولوجيا باعتبارها عنصراً أساسي في العملية التعليمية، وذلك بتعميم استخدام الكمبيوتر وسيله تعليمية، وربط مؤسسات التربية والتكوين بشبكة الإنترنت حتى تتحقق عملية التعلم عن بعد. - تحديث الجامعات بما يواكب تطور العلوم الحديثة عن طريق استحداث فروع وتخصصات علمية تساهم في سد حاجات التنمية والمجتمع. آما في مجال البحث العلمي والتكنولوجي فإن وضع سياسة معينة وتنفيذها لإدخال التكنولوجيا المتقدمة في إطار استراتيجية التنمية المستدامة لا يعنى أن يقتصر الأمر على استيرادها من الخارج، بل يجب أن تكون لدينا القدرة على توليدها وتطويرها محلياً حتى نساهم في خلق المعرفة عوض استهلاكها فقط، هذا الابتكار وتطوير أساليب التكنولوجيا يجب آن يتلاءم مع حاجاتنا وظروفنا الاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال: - الثقة في علمائنا ومراكز أبحاثنا وإمدادها بأدوات الإنتاج المعرفي، وبالتالي الحد من هجرة الأدمغة العربية نحو البلدان المتقدمة والاستفادة منها محلياً. - إصلاح البنيان المؤسسي للعلم والتكنولوجيا وتقويته. - توفير متطلبات منظومة العلم والتكنولوجيا من القوى البشرية والموارد المالية والمادية ومصادر المعلومات والمعرفة بالكم والكيف المناسبين. - تشجيع ودعم عمليات الابتكار والتطوير التكنولوجي. - الاستفادة والانفتاح على التطور العلمي والتكنولوجي لأمم أخرى قصد إتاحة الفرصة لتدفق التكنولوجيات والمعارف العلمية بطريقة عادلة ومفيدة. - التعامل أكثر مع التكنولوجيا التي سيكون لها الأثر في تغيير عالم هذا القرن مثل الذرة والكمبيوتر والجينات... لقد حان الوقت أن نعمل نحن الأمة العربية لوضع استراتيجية مستقبلية لبناء مجتمع المعرفة، وتسخير إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصال للنهوض بأهداف التنمية، واستئصال الفقر والتخلف. وذلك في جو تسوده الحرية، حيث يشعر فيه المواطن بأنه حر ومثمر ومشارك، وأنه أرفع وأثمن أنماط الاستثمار. إن تجارب الأمم المتقدمة عبر التاريخ تبين أن الإبداع والرقي والتحول إلى مجتمع المعرفة، كان دائماً في تعايش مستمر مع سيادة الحرية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان واحترام وتقبل التنوع والاختلاف... |
---|