المستخلص: |
إن قراءة هذا المؤلف القيم لأستاذنا الكبير مصطفى محسن هي مجرد وقفة اختزالية لإبداع قيم، يستحق العناية والإلمام، خاصة وأن هذا الكتاب يهتم بأوضاع الفلسفة في واقعنا المغربي والعربي، ليؤكد على وجوب العناية بهذا الفكر النقدي والتنويري حتى نعي أوضاعنا ونفهمها ونتجاوزها، وبضرورة تحرير الخطاب المدرسي الفلسفي من عوائقه الاجتماعية أو البيداغوجية والتربوية، وخاصة تحريره من ثقل التراث. وهذا لن يتأتى إلا بالتكوين العقلاني والتحرري للمتعلم، والتأكيد على مجموعة من القيم، كالديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة ... إن المفكر مصطفى محسن يضع نفسه ضمن الإصلاحيين الذين اتخذوا من المدخل التربوي التعليمي وسيلة وقاطرة للتحديث من خلال استحضار القيمة الحقيقية للمدرسة وللفلسفة، والاهتمام أكثر بالفكر الفلسفي الذي يسعى إلى تجديد العقل وتحديثه وتنويره في ظل هيمنة الثقافة المعولمة. ونحن إذ نشاطر الكاتب موقفه الداعم للفلسفة، نضيف، تأكيداً لذلك أن الاهتمام بالفلسفة في هذا الزمن المتحول أصبح خياراً أسمى، لأنها تمنحنا إمكانية بناء المبادئ والقيم المطابقة لطموحاتنا في التاريخ من أجل تعميق مشروع مجتمعنا في الانتقال الديمقراطي، وترسيخ قيم الحداثة وتوسيع مجالات حقوق الإنسان في مجتمعنا وطنيا وقوميا.
|