ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النظرية السياسية : عند السيد محمد حسين فضل الله

المصدر: مجلة الكلمة
الناشر: منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث
المؤلف الرئيسي: شهاب، أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: س18, ع70
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2011
التاريخ الهجري: 1432
الشهر: شتاء
الصفحات: 71 - 85
رقم MD: 760139
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

66

حفظ في:
المستخلص: بناء على ما تقدم، فيمكن تصنيف السيد محمد حسين فضل الله من بين القائلين بالديمقراطية الدينية، على الرغم من الضبابية التي اكتنفت بضن آرائه السياسية والفكرية. فإذا أخذنا موقف السيد فضل الله من المصطلحات المركبة من أمثال الديمقراطية الدينية والإسلام الديمقراطي، وتحفظه من منح أي شرعية لمصطلح الديمقراطية بما يحمله من مضامين فكرية ملتبسة تتعارض من وجهة نظره مع الشريعة، وتردده في إعطاء الأمة سلطة إلزامية على الحاكم، بما فيها رأيه في عدم إلزامية الشورى، وعدم تحديد المساحات التي يتحرك فيها الفقيه في مقابل المساحات المتروكة للأمة بشكل واضح، فيمكن تصنيف السيد فضل الله من ضمن الرافضين لمفهوم الديمقراطية الدينية، ويشيد بدلاً عنها نظام إسلامي نقى، فهوية الدولة الوحيدة أن تكون إلهية دينية، والقرار فيها للفقيه بوصفه نائباً عن المعصوم، الذي يستأنس برأي الخبراء، أو يعود لشورى الفقهاء. أما بناءً على تنظيره لمسألة العدالة، وسيادة القانون، والحرية، ومن خلال توسعة مساحة النظر في شكل الحكومة الإسلامية، وقوله بضرورة المشاركة السياسية، بما يكتنف ذلك من منح الناس فرصة التدخل لاختيار المنهج السياسي في الدولة، وتشكيل الحكومة، وانحيازه للمضمون الديمقراطي، فيمكن تصنيف السيد فضل الله من ضمن القائلين بالديمقراطية الدينية، وما يساعد على ذلك أنه لا يمانع في بعض أبحاثه من إيجاد صياغة جديدة للديمقراطية تؤكد على المضمون الإسلامي في داخل الديمقراطية، بحيث تمارس حركة الإسلام في الواقع السياسي بطريقة ديمقراطية من دون أن تكون الديمقراطية كخط فكري، هي أساس الذهنية الإسلامية، أي تفعيل الأسلوب الديمقراطي المحصن بالمفاهيم الإسلامية. وهو ما يوحي بأن تحفظ السيد فضل الله من الديمقراطية لا يقف عند التركيب اللغوي وإن أشار لذلك في كتاباته وأبحاثه مراراً، بقدر ما يكمن قلقه من الحمولات الفكرية والفلسفية للمصطلح، فإذا استطعنا من خلال التراكمات الفكرية والتجربة الاجتماعية أن ننتزع اللفظ من ظلاله السلبية، ليأخذ مداه السياسي الإيجابي، ويعطينا مدلولاً متوازناً يجمع ما بين الثمرات المضيئة لمفهوم الديمقراطية المتداول في الفكر الأوروبي، والمفهوم الناشئ للديمقراطية في العالم الإسلامي بوصفها نظام عمل للدولة وليس للدين، فلا يعد ثمة مبرر للتحفظ من مفهوم (الديمقراطية الدينية)) لا من حيث المضمون ولا من حيث اللفظ. \