المصدر: | مجلة الكلمة |
---|---|
الناشر: | منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | حميدات، ميلود (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Hamidat, Miloud |
المجلد/العدد: | س22, ع87 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
التاريخ الهجري: | 1436 |
الشهر: | ربيع |
الصفحات: | 125 - 141 |
رقم MD: | 761002 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ما نتوصل إليه بعد استعراضنا للمواقف السابقة، والتي حاولنا أن نوثقها بالرجوع إلى المصادر الأصلية والدقيقة بقدر ما يتوفر لنا ذلك، مبرزين التأثير الخطير الذي تعرضت له العقيدة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي. - وهو أن الرؤية الاستشراقية تصدر عن مركزية فكرية أوروبية مختلقة، مع تناول الحضارات غير الغربية كموضوع للدراسة، مع نظرة دونية، ((إن التمركز الأوروبي قد خلق فعلا خرافة الشرق كتضاد للغرب)) ( ). - وقد ظهرت هذه المركزية كمنهج معتمد في الرؤية الاستشراقية للعقيدة والفلسفة والفكر الإسلامي عموما. حيث أرجع الأوروبيون تفوقهم في السابق إلى طابعهم الأوروبي، أو عقيدتهم المسيحية، أو أسلافهم الإغريق، واليوم يرجعون ذلك إلى الأيديولوجية الرأسمالية المعاصرة. - إن مناهج التفكير الغربي تنطلق دائما من هذه المركزية الفكرية التي تعتبر حضارة الغرب هي الأصل والمركز، وتعتبرها تحققا للعقل والموضوعية، وبالتالي فهي الحقيقة الوحيدة، ويتم في المقابل الترويج لفكرة أن الحضارات الأخرى، مجرد ثقافات بدائية هامشية، تقاس على مقياس المركز لتكتسب الاعتراف بها. - رغم أن استمرارية تاريخية تمتد من اليونان إلى روما، فالقرون الوسطى، فالإقطاع، فالرأسمالية المعاصرة لتفسير ما يدعى بأطروحة التمركز الأوروبي، أمر فيه تعسف كبير. - إذ نشأ عن هذه الفرضية فرضيات أخرى أكثر عنصرية، ذكرنا بعضها سابقا، منها تقسيم البشر إلى ساميين وآريين، يتبع ذلك لغات سامية، وأخرى هندوأوربية، ثم نقلت العنصرية إلى الدين فتم تفسير المسيحية كدين متفوق على الإسلام، والاعتقادات الشرقية. مع العلم أن الديانة المسيحية في حد ذاتها أصولها شرقية. - إن الانطلاق من مركزية الحضارة الغربية عنصر موجود في المناهج الغربية الحديثة عند المستشرقين، كما كان موجودا عند أسلافهم من المبشرين المتعصبين، وهو موقف ذاتي، قائم على نظرة غير علمية، ولا تاريخية للثقافة والأديان. - لا يمكن تفسير هذه المحاولات الحديثة، إلا بما سعت إليه المحاولات القديمة، من استهداف للعقل الإسلامي وإنجازاته، منكرة عنه أي إبداع، ومحاولة إخضاعه للعقل الأوروبي، وهي محاولات يائسة، لأن شهادة التاريخ لا يمكن أن تطمسها محاولات البعض، وأصالة الفكر الإسلامي بدأت تتأكد لكثير من المشككين، من خلال أعمال المخلصين من العرب، أو من المنصفين من الغرب وهي كثيرة. - إن المطالبة بموضوعية أكبر لدراسة التراث الإسلامي، وإنجازات العقل العربي تصبح أكثر إلحاحا في عصر يتغنى فيه أصحابه بالحرية الفكرية، والمنهج العلمي، وتجنب الأحكام الذاتية المسبقة التي ولدتها عصور الصراع والحروب الصليبية، وذلك للتأسيس لعالم عادل ومنصف، يعترف فيه لكل الشعوب والأمم بإسهاماتها في الحضارة الإنسانية، التي يجب أن تبقى تراثاً إنسانيا يستفيد من ثماره المادية والعلمية الجميع، مثلما أسهم الجميع بالأمس، واليوم في الوصول إلى هذه الحضارة. |
---|