المستخلص: |
لقد استطاعت الحكومات المستبدة عبر رسائلها المرئية والمقروءة والمسموعة صياغة عقول الجمهور والتأثير في أفكاره وتوجيه أفعاله، لكن العالم المعاصر شهد تحولا حاسما ببزوغ ما يعرف بـ "ظاهرة الجماهير الغفيرة"، التي من الممكن أن تثور فجأة بعد أن أمضت أوقات طويلة تعاني من البؤس والمشقة، يفعلون ذلك في اللحظة الحاسمة أي نقطة الذروة، حينما يصبح من الأرجح أن مواصلة العيش في ظل النظام الموجود أكثر سوء من المخاطر الأكيدة للتمرد ومن تكلفته، ومن المؤكد أن يسود الاعتقاد آنذاك أن هناك فرصة معقولة للنجاح، وتحسين حياة عامة الناس. هكذا تثار العبيد على الأسياد، والمستعمرون على المستعمرين، والمظلومين والمقموعين على السلط الظالمة والقامعة وهكذا ثار المصريون.
|