المستخلص: |
استعرض المقال الجمعة في الفقه الحضاري. فتأتي فريضة الجمعة من اجل توجيه نشاط ذلك اليوم بما ينزه هذا الاجتماع عن مجرد كونه لقاء مصالح ذاتية أو منافع دنيوية متبادلة، بل يغذيه بزاد القيم التي تؤمن استقامة النشاط العمراني باتجاه مقاصد الاستخلاف، وبشحنه بالوازع الروحي التعاوني الذي يضمن سلامة الاجتماع مع طغيان المادة، وتنزيهه عن سيادة الأهواء، فيوم الجمعة (وقت اللقاء والوصول إلى عين الجمع). وأوضح المقال أن صلاة الجمعة بمثابة تشريع إلزامي من شأنه تعزيز فطرة الاجتماع، فالجمعة لا تصلى إلا في مسجد جامع؛ وهذا مما يدل على ان الاجتماع فطرة متعززة بنص شرعي لتوكيدها وتنظيمها وتوجيهها. وجاء المقال في محورين، تناول المحور الأول سنن الجمعة في الفقه الحضاري ومنها التطهير من (جنابة) الفرقة، الاغتسال من آثام التشرذم والانقسام، والسعي على الصلاة بنية الألفة والوئام والانسجام، والتعطر بروح الوحدة والالتئام والالتحام، والتجمل بالجماعة وتحقيق مقصد (الجمعية). وجاء المحور الثاني بعنوان بين غريزة اللهو والتجارة، فيبعث إبليس يوم الجمعة شياطينه إلى الناس فيأخذون عليهم بالربائث، أي يذكرونهم بالحوائج ليربثوهم بها عن الجمعة، والربائث هي العوارض التي تربثهم عن الجمعة أي تحبسهم وتثبطهم. واختتم المقال بقوله تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|