المستخلص: |
الحق لا يمكن أن يكون أبداً في صف المعتدي والقوة المادية ليست كل شيء فيما يتعلق بالصراع بين الحق والباطل.. هذه حقيقة تاريخية وسنة وجودية نرى أثرها اليوم في الواقع السوري، فالثورة التي ظن الديكتاتور أنه سيطفئها خلال ساعات استمرت لسنوات، ولم يزدها تدخل إيران المباشر إلا اشتعالاً، أما الطيران الروسي فهو لم ينجح سوى في حصد أرواح الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين في حين تتقدم قوات المعارضة المسلحة برغم قلة عددها وعتادها وانسحاب داعميها. لقد فشلت ميليشيات الحقد الطائفي التي جلبتها إيران من كل مكان في حسم المعارك لصالح طاغية الشام، كما فشلت قوات النخبة الإيرانية والعدد الكبير من المستشارين العسكريين الذين تم نقلهم إلى الأراضي السورية لمكافحة شعب أعزل. هذا الفشل هو ما دعا موسكو لمزيد من الانغماس في الحل العسكري رغبة في كسر إرادة المقاومين مما يمهد لقبولهم بحل تفاوضي على طريقتها التي تقود إلى بقاء بشار الأسد أو بشكل ما أركان دولته. الوصول إلى مثل هذا "الحل" مهم من أجل حفظ ماء وجه روسيا ومن قبلها إيران وإظهارهما بمظهر المنتصر.
|