المصدر: | المنتدى |
---|---|
الناشر: | مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية |
المؤلف الرئيسي: | أحمد، محمود حسن (مؤلف) |
مؤلفين آخرين: | عبدالرحمن، محمد حسن (م. مشارك) , أحمد، عبدالرحمن محمد (م. مشارك) , أحمد، عبدالسلام محمد (م. مشارك) , عمر، محمد خلف الله (م. مشارك) , محمد، ياسر محمد الحسن (م. مشارك) |
المجلد/العدد: | س9, ع30 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 32 - 62 |
ISSN: |
1858-5671 |
رقم MD: | 765093 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
فاجأ الربيع العربي الأطراف الإقليمية والدولية على السواء، فاعتقد بعضها أن من مصلحته دعمه والوقوف في صفه، بينما رأى آخرون أنها فرصة سانحة للقضاء على خصومهم ودعم نفوذهم وتوسيع دائرة حلفائهم، فسعوا من وقت مبكر لإعاقته والعمل على إجهاضه. ولئن كان تأثير تلك القوى في البداية ثانويا بحكم عامل المفاجأة وعدم تبين طبيعة الثورات وحدود تأثيرها، فقد تزايد مع الوقت وتحول في بعض الحالات من عامل مؤثر إلى عامل محدد لمسار الأحداث. وأول ما يستنتج هنا أن الفاعلين (التقليديين وغير التقليديين) في حركة التغيير لم يستطيعوا بلورة مشروع سياسي مناسب للحظة التاريخية، بل أخذت القوى التقليدية المبادرة. فزاد الانقسام والصراع السياسي، ثم انتكست تجربة التحول السياسي، بعد تدخل الدولة العميقة التي سعت منذ اليوم الأول لهندسة المرحلة الانتقالية وتهيئة مشهد الانقلاب (نموذج الحالة المصرية واليمنية)، واتسع نطاق الصراع أفقيا ورأسيا في الحالة الليبية، وتحول بعضها الآخر إلى صراع عابر للحدود الوطنية، صراع إقليمي ودولي (التجربة السورية)، بينما تمكنت تجارب أخرى من العبور إلى شاطئ الأمان وتأسيس نظام ديمقراطي ناشئ (التجربة التونسية) رغم ما يتهددها من مخاطر أمنية وضغوط اجتماعية واقتصادية تجعلها مفتوحة على سيناريو الانتكاسة، خاصة إذا لم يتم تعميق الإصلاح وكبح جماح إرادة التحكم (التجربة المغربية). المسار الذي انتهى بانتكاسة بعض التجارب، أو تعثرها، لم يكن بمنأى عن الدور المعطل الذي انتهجته القوى الإقليمية والدولية بدعم الثورة المضادة سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، والسكوت على الجرائم التي ارتكبتها ضد المعارضين والمواطنين المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، والزج بهم في السجون ومصادرة حقهم في حرية الرأي والتعبير، وهو ما سمح باغتيال الاعتدال وبروز التنظيمات المسلحة والجماعات الجهادية المتطرفة. كشفت مسارات التغيير والثورة أن القوى الدولية الكبرى لا يعنيها دمقرطة المجتمعات العربية، وإنما تحركها مصالحها السياسية والاقتصادية والجيوستراتيجية؛ فتخلت عن مبادئها وقيمها وسمحت بتحول المنطقة إلى ساحة مفتوحة (النموذج السوري) لمشاريع بعض القوى الإقليمية والدولية؛ حيث يتصارع المشروع الروسي والإيراني والإسرائيلي، ويبدو المجال العربي مكشوفا أمام هذه المشاريع لا يملك سوى ردود الأفعال. في ظل هذا الواقع والعوامل المجتمعة، فإن التحول السياسي في دول الربيع العربي سيأخذ وقتا طويلا؛ حيث تتجاذبه عوامل داخلية وخارجية، لذلك فإن المستقبل يحتاج إلى مشروع سياسي وقوى مدنية مؤهلة لحمل هذا المشروع وقوى سياسية ناضجة تستطيع أن تحقق الوفاق الوطني. أخرجت الثورات العربية قوى مهمشة من دائرة الخضوع، وأزاحت أنظمة استبدادية قائمة على التسلط والقهر وامتهان كرامة الإنسان. وقد أفرز التدافع بين الثورة والثورة المضادة خلال خمس سنوات من الصراع مشهدا سياسيا لا يزال بصدد التشكل ولكنه في كل الأحوال سيكون مختلفا عن المشهد الذي ساد في المنطقة خلال العقود الماضية. تشابهت الثورات العربية في بداياتها تشابها كبيرا لكن مع مرور الوقت اختلفت مساراتها فحقق بعضها إنجازات متفاوتة مثل النموذج التونسي، بينما تعثر بعضها الآخر فانزلق إلى ما يشبه الحرب الأهلية في كل من اليمن وليبيا وسوريا، أو انتكس إلى نظام استبدادي أشد ضراوة من أنظمة ما قبل الثورة مثلما هي الحال في مصر. |
---|---|
ISSN: |
1858-5671 |