المصدر: | مجلة الجامعة الأسمرية الإسلامية |
---|---|
الناشر: | الجامعة الأسمرية الإسلامية |
المؤلف الرئيسي: | الهيتي، محمد عبدذياب (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س4, ع7 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
التاريخ الهجري: | 1375 |
الصفحات: | 267 - 284 |
رقم MD: | 765357 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
عرضنا فيما مضى جانبا مهما من علوم العربية المختلفة وهو علم المعجمية العربية التي تمثل أهم اللغة العربية وهو بجانب ذلك علم جليل خطير يجمع أصنافا من فروع اللغة والنحو والتصريف وغيرها. والعرب من الأمم السابقة إلى تأسيس أركان ثابتة لهذا العلم لا سيما بعد نزول القرآن الكريم، فبدأت رحلة المعجمية العربية منذ القرن الثاني الهجري ومازالت مستمرة، فقد بدأ الخليل الرحلة بمعجم العين الذي دارت حوله الشكوك، وألف العرب بعد العين معجمات من أنفس كتب التراث العربي الذي ورثناه، فالجمهرة والمجمل والمقاييس والصحاح والعباب وأساس البلاغة ولسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس وغيرها، كلها معجمات يحق لنا نحن العرب أن نفخر بها وندرسها بعناية، لأن فيها من الكون ما لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم. إن من الثابت المسلم به أن نزول القرآن الكريم كان الدافع الرئيس لقيام الدراسات اللغوية التي تمثل المصادر اللغوية المهمة، وكان أن مرت اللغة في جمعها بمراحل تطورت شيئا فشيئا فالمرحلة الأولى كانت جمعا عشوائيا إذ يكتب اللغوي كل ما يسمع وهذا مما ولد اضطرابا، فيما يبدو، في الإفادة من المادة اللغوية هدت لغويي المرحلة الثانية، لأن يجعلوا عملهم أكثر تنظيما، تم تدوين اللغة بحسب الموضوعات، وفى هذا الوقت وبعده ظهرت المدونات التي يمكن أن تعد على أنها من معجمات المعاني، ككتب غريب القرآن وغريب الحديث وخلق الإنسان والإبل وما شابه ذلك، ويمكن القول إن هذه المؤلفات كانت إرهاصات تأليف المعجمات على الشكل الذي عهدناه، من العين إلى تاج العروس بل إلى يومنا هذا. بعد ذلك كانت المرحلة الثالثة التي تعد أهم مرحلة، إذ تبلور منهج جامعي اللغة وتوج ذلك بظهور منهج الخليل في العين الذي يعد أهم وأول مصدر لغوي اكتسب صفة المعجم بمعناه المعهود، وأفاد منه كل من جاء بعدم وله فضل السبق على الرغم من كل ما قيل ويقال بشأن نسبة الكتاب إلى الخليل، وقد عرضنا من الآراء وهي في مجموعها بين الإثبات للخليل والرفض والإنكار، وطائفة ثالثة تقف موقفا وسطا بين الأمرين، ولكل وجهة نظره ودلائله التي بتمسك بها. وإن كنا نميل إلى الطائفة الثالثة المتوسطة التي ترى أن المنهج للخليل وأن التحشية ظهرت بعده، ولكن على الرغم من ذلك كله يبقى العين مصدرا من أهم المصادر اللغوية، ولا نبالغ إذا قلنا إنه عين المصادر اللغوية والمعجمات العربية، وإنه المصدر الأول والمعجم العربي الأول في جميع المعجمات التي نلته، وكون مدرسة معجمية وإن كان مصطلح المدرسة غير مناسب عند بعض الدارسين، لكنه في رأينا من قبيل الوصف لمصادر مختلفة يجمعها رابط معين في الشكل أو المضمون، وهو الحلقة الأولى من حلقات المعجمية العربية. والقول بأن العين كون مدرسة معجمية يقتضي وجود مدارس أخرى أفادت من العين منهجا ومحتوى، وطورت ذلك باتجاهات عديدة، فالمدرسة الثانية تضم جمهرة ابن دريد ومجمل ابن فارس ومقاييسه، والثالثة تضم صحاح الجوهري وعباب الصاغاني ولسان العرب لابن منظور والقاموس المحيط للفيروز آبادي وتاج العروس للزبيدي. وهذه الفئة أو المدرسة من أشد الفئات تميزا ووضوحا فضلا عن أنها ضمت أكابر المعجمات العربية حجما كاللسان والتاج، فيما تميزت المدرسة الأخيرة بالترتيب الألفبائي، وهو ترتيب لازم المصادر العربية منذ وقت مبكر، إذ نجده عند الشيباني في الجيم لكنه كان يهمل ثم يعاد إليه، وأكثر المعجمات الحديثة تسير وفق نظامه. إن تريب المدارس المعجمية هذا قد قال به د. حسين نصار، وهو ترتيب لا يخلو من ابتداع وصحة، لكنه ليس ملزما لأن لكل باحث وجهة نظره حتى عد بعضهم كل معجم مدرسة، ولكننا نرى أن هذا التقسيم خليق بأن يؤخذ وأن يرتضى لطرافته، فضلا عن أن سعة عالم المعجمية يجعل من السير أن تدرس المحجمات فرادى. |
---|