ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الصحافة الإيطالية وموقفها من الغزو الإيطالى لليبيا 1910 - 1911 م

المصدر: مجلة الجامعة الأسمرية الإسلامية
الناشر: الجامعة الأسمرية الإسلامية
المؤلف الرئيسي: السويدى، سالم فرج عبدالقادر (مؤلف)
المجلد/العدد: س11, ع23
محكمة: نعم
الدولة: ليبيا
التاريخ الميلادي: 2014
التاريخ الهجري: 1436
الصفحات: 385 - 416
رقم MD: 765798
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

55

حفظ في:
المستخلص: من خلال استعراضنا لمواقف الصحف الإيطالية يتضح لنا أن الصحافة اعتمدت على أسلوبين، أولهما: أسلوب جذب الانتباه وإثارة الاهتمام، وثانيهما: أسلوب التحريف وتشويه الحقائق، فهي تطرح موضوعات تثير اهتمام الرأي العام وتشده مثل المضايقات الاقتصادية التي يتعرض لها الرعايا الإيطاليون والمؤسسات الاقتصادية، كالخلاف الذي دار حول نشاط بنك دي روما، وقد تفننت الصحف الإيطالية في الافتراء والتجني على تصرفات السلطات العثمانية وسكان ليبيا، كما لجأت بعد ذلك لتحريف وتشويع الحقائق بالادعاء بأن السلطات العثمانية تمنح المسيحيين من ممارسة شعائرهم الدينية وتنتهك حرمة الكنائس، وتقوم بالاعتداء على الرهبان والمبشرين لمنعهم من القيام بواجبهم الديني، وكذلك من الاستقرار بالبلاد، وهي تتوقع رد الفعل المنتظر من هذه الادعاءات بتأليب الشعب الإيطالي بل والشعوب الأوروبية الأخرى إذا أمكن ضد الدولة العثمانية، وإعطاء إيطاليا حجة قوية وصكًا بعدم الممانعة في غزوها لليبيا. كما ركزت دعاية هذه الحملة الصحفية على إحياء أمجاد الحكم الروماني في شمال أفريقيا، وأخذت تطالب بعودة هذا الحكم إلى ليبيا، وإعادة بناء المدن القديمة الخمس التي أقام فيها القدماء الرومان حدائق (الهيسبريدس) درة أفريقيا وقرة عين البحر المتوسط. وعندما نجحت الصحافة في ذلك اتجهت إلى الضغط على صانعي القرار السياسي، وبدأت الأصوات تتعالى في إيطاليا مطالبة الحكومة بالإسراع باحتلال ليبيا، كما قامت بمهاجمة السياسيين المتقاعسين، وتشويه صورتهم لدي الشعب الإيطالي، بسبب مواقفهم المتعلقة بقضية ليبيا مما جعلهم يعملون إلى إثبات عكس ما تقوله الصحف الإيطالية. أما الصحف المعارضة فيتضح لنا أنها اعتمدت على تفنيد ما جاء في الصحف المؤيدة للغزو الإيطالي لليبيا، فمن الناحية العقائدية ذكرت هذه الصحف أن الاستيلاء على ثروات الشعوب الأخرى عمل غير إنساني، وأمر لن يخدم سوى الرأسماليين والحكام المتعاونين معهم، ومن الناحية الاقتصادية ركزت على عدم أهمية ليبيا الاقتصادية وأن عائدات الاستثمار فيها لن تكون إلا بعد فترة طويلة، وأشارت إلى ارتفاع النفقات الباهظة لهذه العمليات العسكرية، وطالبت بصرفها في عمليات الإصلاح الداخلي، وخاصة في مناطق الجنوب الإيطالي، ومن الناحية العسكرية فقد أشارت هذه الصحف إلى أنه لم يعد من المقبول تعرض إيطاليا لهزيمة أخرى، لأن ذلك يعني القضاء على دولة إيطاليا كدولة فتية، كما رفضت الزج بأبناء إيطاليا في حرب يعتقدون بأنها سوف تكون خاسرة. وفي الختام نقول انتصرت الصحافة المؤيدة للعمل العسكري في ليبيا، وأصبح الرأي العام في إيطاليا مشبعًا بفكرة الحرب على ليبيا. إن دعاة الاستعمار لا ينحدرون من طبقة معينة أو ينتمون إلى حزب أو فئة خاصة، إنما هم خليط من اليسار واليمين، ومن الجمهوريين والكاثوليك والوطنيين والاشتراكيين، الشمال والجنوب... الجميع أسهم في بث الحماس والشعور المؤيد للاستعمار في أوساط الرأي العام الإيطالي، بهدف كسب تأييد الغالبية العظمى من الشعب للمشروع الاستعماري، ودعم عملية الغزو العسكرية، باعتبار أن هذا المشروع هو الوسيلة الوحيدة لبناء إمبراطورية إيطالية وتحقيق مكانة دولية لها، وبالتالي حل مشاكل إيطاليا العديدة والمستعصية ومحو آثار فقدان تونس لصالح فرنسا وهزيمة (عدوه) أما أثيوبيا وإعادة الأمجاد الرومانية في شمال أفريقيا.

عناصر مشابهة