المصدر: | مجلة العلوم الإنسانية والتطبيقية |
---|---|
الناشر: | الجامعة الأسمرية الإسلامية زليتن - كليتى الآداب والعلوم |
المؤلف الرئيسي: | المرزوقي، الشارف عبدالكريم أحمد عبدالكريم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع27 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
الصفحات: | 433 - 448 |
رقم MD: | 766440 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن المخدرات والمؤثرات العقلية تعتبر من أكبر المشكلات التي تعاني منها جميع دول العالم، ورغم الجهود المبذولة للحد من انتشارها تفاديا لآثارها التي تهدد العقل البشري إلا أنها تزداد انتشارا عام بعد عام، وتقف وراء ذلك دول أنشأت مزارع خاصة بإنتاج هذه المواد، وأنشئت المصانع لصناعة هذه المواد المخدرة على اختلاف أنواعها تحت مبرر الصناعات الدوائية، وقد تولت عصابات عالمية للترويج لهذه المواد المخدرة والمهلوسة والمنومة لغرض الكسب المادي من ورائها، ورغم القوانين الصارمة التي أصدرتها جل دول العالم للحد من الترويج والتعاطي للمخدرات والمؤثرات العقلية إلا أنها لا زالت في ازدياد، ورغم الإجراءات المشددة، ووجود أجهزة تفتيش حديثة في منافذ الدخول لكل الدول إلا أن الكميات تتضاعف يوم بعد يوم. والمشكلة تستهدف شريحة هامة في المجتمعات البشرية وهم الشباب وبالتحديد تستهدف قدراتهم العقلية وتعطيلها، وتركهم عالة على المجتمع، ويرهق إمكانات الدول ماديا، ويتفكك النسيج الأسري والاجتماعي وتتفشى الجريمة وينعدم الأمن والأمان بين أفراد المجتمع، وبطبيعة الحال لها آثار قاتلة نفسيا وجسميا وفسيولوجيا واقتصاديا، وإن هذه الآثار لا تتحدد في المتعاطي في حد ذاته بل أنها تشمل الأسرة التي يعيش بين أحضانها، والمحيط الاجتماعي " بل تمتد آثارها للمجتمع ككل. وعند البحث في أسباب تعاطي المخدرات تجد أنها يغلب عليها الرغبة الذاتية للفرد، والميل للتجريب، والتأثر بالدعاية التي يستخدمها المروجون لها الذين لا يتوانون في تقديمها مجانا في البداية، وعندما يصلون إلى مرحلة اللا عودة يتركونهم وحدهم في درجة قاسية من المعاناة نفسيا واجتماعيا. وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية لها صلة بالجريمة والانحراف، ولها صلة كذلك بمرض فقدان المناعة (الايدز) من خلال الانحرافات الجنسية أو تتناول الحقن الوريدية، كما أنها ترتبط بظهور الاضطرابات النفسية والعقلية، والخلل الوظيفي لأعضاء الجسم. ومن أجل حماية أبنائنا من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية ينبغي تكثيف الجهود ابتداء من الأسرة، ومرورا بالمؤسسات التربوية والتعليمية، ووصولا إلى دور الدولة بمؤسساتها المختلفة للحد من انتشار هذه المواد القاتلة وتفادي آثارها الماحقة، وذلك بأن يقوم الجميع بالدور الذي يجب القيام به من أجل المحافظة على الثروة البشرية التي بها يصنع التقدم، ويقهر التخلف. |
---|