المستخلص: |
ركز التقرير في معظم مواضيعه على ضرورة حل القضية الفلسطينية، التي اعتبر إيجاد حل لها، ليس مصلحة إسرائيلية عليا فقط، هدفها المحافظة على ما يسمى بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل، بل من أجل أن تلعب دورا في المنطقة يخفف من المخاطر التي تدعي أنها تواجهها في الوقت الحاضر، من التحالف الشيعي الذي تقوده إيران . وعبر التقرير عن خشيته من تحول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من صراع وطني- تاريخي إلى صراع ديني، في حال عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ما يدعم مستقبلا التوجهات الدينية المتطرفة في المجتمع الفلسطيني خاصة بعد بروز تيارات الجهادية-السلفية. لكن التقرير، تجاهل وبشكل مطلق دور المتدينين والمتطرفين اليهود، والدعم الهائل الذي يتلقونه من الحكومة والجيش، في الاعتداء والسيطرة على أراضي الفلسطينيين ومقدساتهم باسم الرب والدين والتوراة. ونوه التقرير أن المنطقة العربية ليست مستقرة وهي في حرب ضروس من أجل رسم مستقبلها، حيث أشار إلى احتمال تفكك الدول، وبروز دول جديدة من الأقليات والمذاهب المختلفة، ما يتطلب من إسرائيل تبني سياسة جديدة تدفع باتجاه إقامة علاقات مع هذه الدول أو الكيانات المتوقعة إسرائيليا. ولأول مرة منذ عدة سنوات لم يفرد التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي السنوي مساحة ومواضيع تتعلق بالإخوان المسلمين الذين حل مكانهم في مراكز القرار والبحث الإسرائيلية، في المرحلة الحالية على الأقل، تيارات السلفية-الجهادية التي يتوقع لها أن تشكل خطرا مستقبليا على إسرائيل. ولا بد من الإشارة، إلى محاولة باحثي المركز تصوير إسرائيل وكأنها قوة إقليمية مهمة في المنطقة، متجاهلين أن القوى الإقليمية لا تحتاج إلى قوة عسكرية ضاربة فقط من أجل تثبيت مكانتها كقوة إقليمية أو غير ذلك، بل تحتاج لعمق جغرافي وتاريخي وديني واقتصادي مثل مصر وتركيا وإيران والسعودية في الوقت الحاضر، وهي عناصر غير متوفرة في دولة إسرائيل التي لم تعد قادرة حتى في المحافظة على المناطق التي تحتلها، وأصبح تنظيم صغير مثل حزب الله يعتبر تهديدا قوميا لها. ويأتي تصور الباحثين بأن إسرائيل قوة إقليمية رغم اعترافهم الواضحً والصًريح، بعدم قدرتها على التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة.
|