المستخلص: |
يطرح هذا البحث مجموعة من التساؤلات المنهجية الجوهرية حول طبيعة الدراسة الأدبية العربية، متسائلًا عن مدى وجود "علم أدبي" بالمعنى الدقيق للكلمة، وعن المنهجيات العلمية المناسبة لتحليل النصوص الأدبية، وبخاصة النصوص العربية، في ظل التحديات التي تعاني منها هذه الدراسات منذ أكثر من قرن. وتكمن أهمية الدراسة في سعيها إلى تطوير الحقل الأدبي واللغوي العربي من خلال مراجعة نقدية للمفاهيم والمناهج التي تحكمه، في ضوء الحاجة إلى تأصيل علمي رصين يتجاوز الارتجال والتكرار. وقد اعتمد البحث منهجًا نقديًا تحليليًا يستقصي المقولات السائدة حول إمكانية دراسة الأدب دراسة علمية، ويفحص طبيعة العلاقة بين العلوم ومناهجها، مع التركيز على المفارقة بين الطابع الجمالي للأدب ومتطلبات المنهج العلمي. ورغم غياب التقسيم الفصلي الصريح، إلا أن البحث يتناول عددًا من المحاور الأساسية، من أبرزها التساؤل حول إمكانية إخضاع الأدب لإجراءات البحث العلمي، ومفهوم "العلم الأدبي"، والتمييز بين طبيعة العلوم ومناهجها، إلى جانب نقد واضح لما يسميه بـ"أسطورة المنهج العربي الخاص" في تحليل النصوص العربية، معتبرًا أن هذه الفكرة لا تستند إلى أساس علمي. وقد خلص البحث إلى أن غياب وضوح المنهج يمثل أحد العوائق الأساسية أمام تطور الدراسات الأدبية العربية، وأن الإصرار على وجود منهج عربي فريد لدراسة النص العربي هو تصور وهمي يعوق الانفتاح على المناهج العلمية العالمية الراسخة. وفي ختام الدراسة، يؤكد الباحث على ضرورة بناء علم أدبي عربي حديث يرتكز على أسس منهجية علمية صارمة، تنأى عن الأوهام الخطابية وتفتح المجال لتطبيق المناهج البحثية العالمية على التراث والنصوص العربية الحديثة، بما يساهم في ترسيخ مكانة الدراسات الأدبية العربية في السياق الأكاديمي العالمي ويضمن لها تطورًا معرفيًا حقيقيًا. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|