المصدر: | المجلة الليبية للدراسات |
---|---|
الناشر: | دار الزاوية للكتاب |
المؤلف الرئيسي: | القراضي، سعاد صالح (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع6 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
التاريخ الهجري: | 1435 |
الشهر: | أبريل |
الصفحات: | 116 - 148 |
ISSN: |
2521-8395 |
رقم MD: | 770123 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إذا كان الشاعر القديم يمتلك سلطة الكلمة بحضور الأنا من أول القصيدة إلى آخرها فإن الشاعر المعاصر فتح التعدد اللغوي بمفهوم ميخائيل باختين (تعدد الأصوات) داخل النص الواحد، ففي التعدد يكمن الاختلاف، والاختلاف أساس الإبداع، وأن الشيء الحي لا يتحرك بعضو واحد بل لابد من قدمين اثنتين، كما أن الإبداع هو نتيجة تعارض وانقطاع بين الواقع القائم وطموح إلى واقع غير متحقق. وإذا كان الجيل الأول من شعراء المعاصرة والتحديث قد أسسوا لهذه التجربة الشعرية المتفردة في بنائها وشكلها ولغتها ومعانيها استجابة لشروط الواقع الذي يعيشونه، فإن جيلا آخر من الشعراء تلاحم، وحاول أن يسير على التجربة نفسها ويعمق فيها، ويوسع من دائرتها، لكن هؤلاء الشعراء أمثال "أدونيس، ومعين بسيسو، وغيرهم أوغلوا في الرمزية والغموض إلى درجة عجز معها القارئ فهم ما يريد الشاعر ، وما يطلب، وما يتحمل إليه، إذ سما هؤلاء الشعراء إلى استعمال اللامحسوس، وتشبيه المجرد بالمجرد، فغيبوا الحقيقة التي يريدها المتلقي، هذا الأخير الذي عجز عن إدراك الحقائق النفسية للشاعر، فمالوا بالخطاب الشعري الحديث ميلا نتج عنه أنصار ومعارضون، فالأنصار يهللون للرمزية وما فيها من حرية للتعبير، والمعارضون يتساءلون عن الوضوح والبساطة، فلماذا لا يروم الشاعر الوضوح؟ ولماذا يختبئ وراء الغموض؟ إن الشاعر الحقيقي هو من يعبر عن موقفه بكل وضوح، أما الشاعر اللاحقيقي فهو من يفضل الاختباء وراء المعاني الغامضة التي لا تسعف القارئ على إدراك الحقائق. والقول بهذا الرأي أو ذاك فيه إجحاف سواء في حق من قال بالوضوح أو من قال بالغموض، ذلك أن الشعر الذي قيل في هذه الفترة أو تلك إنما هو نتاج لشروط المرحلة التي نشأ فيها، كما أن الشعر الحقيقي هو ما عبر عن واقع الحال بصدق وواقعيه، سواء بمعاني واضحة أو معان تفرض على القارئ التأويل لفهم المعنى، كل ذلك في دائرة إبداعية وكل رفض أو هدم يقول هيدغر يقتضي لحظة بناء جديد، تقول خالدة سعيد: "الإبداع، انطلاقا جواب - أو تصحيح، وقد يكون تعويضا لكنه ليس صدى، إنه إذن، مشروع رد على ظرف موضوعي بإمكانات هذا الظرف عينها، من هنا كان حركة جدلية، هذا يقودنا إلى كون السلب عنصرا أساسيا في العملية الإبداعية، والسلب هنا لا يمكن أن يكون أليا، بل هو مشروط بالوعي، مشروط بفسحة الحرية. (42) فالرفض لشروط مرحلة ما، يفرض البحث عن التأسيس لمرحلة أخرى، وهذا التأسيس لا يتحقق إلا بالإبداع، العنصر الذي يشترط قبل كل شيء الوعي بالفعل. |
---|---|
ISSN: |
2521-8395 |