المستخلص: |
تعتبر الرواية فنا نوعيا في عالم اليوم ،هي- بحق- تعبير عن واقع معين في فضاء سردي يشع بالتميز يجمع ما بين الألفة والغرابة ،هي حكي تتعدد فيه الأصوات ،تتوافق حينا وتتصارع في أحيان أخرى ، منتجة صيرورة من التصوير والتخييل والتحريك ،إن الرواية العربية الحالية جنس متميز يساهم –إلى ابعد حد- في صنع الفكر وتكوين الرؤى وصنع قيم بديلة متجددة . تحليل الرواية العربية الحالية انطلاقا من وحداتها البنائية الكلاسيكية فقط، يجعلنا نهدر الكثير من التيمات المعرفية التي تتضافر في نسج الدلالات المشكلة لفضاءات الحكي الممكن والمتوقع . فالرواية تمتلك قدرة خلاقة على استثارة أهواء الذات وانفعالاتها كما إنها تلتقط زمنية خاصة في عوالم السرد ،ففضاؤها المعرفي مبهر ،متجدد،لأنها تعتمد على تقنيات مستعارة من وسائط حالية (سينما-تواصل اجتماعي-نشر رقمي...) إن تقنيات الرواية العربية الحالية أفرزت معرفة جديدة ،تفضي –في كل حين ولحظة- إلى تنوع في الطرح وتجديد في بسط الأصوات والإفصاح عن التجنيس والتقمص والتشكيل والغيرية التي تفضي إلى التأمل ثم التأويل والإشارة إلى المفارقة بين التخييلي والواقعي ذو الدلالة المرجعية. سنحاول في هذه المداخلة الإشارة إلى تعدد الاصوات في رواية " لخضر" للكاتبة ياسمينة صالح تحليلنا سيكون معرفيا انطلاقا من تتبع معرفي مختلفة يحاول استظهار المخالف والشاذ ،الأطر الغيرية واللبنات القيمية في قاموس المجتمع الحالي،فالسرد الحالي هو طريقة حياة تشوبه انماط الصراع ، الابتهاج،الكيد،التأمل ...
|