ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

محمد مصدق ودورة فى تأميم النفط الإيرانى 1951 - 1953

المصدر: مجلة البحوث التاريخية
الناشر: المركز الليبى للمحفوظات والدراسات التاريخية
المؤلف الرئيسي: العبيدى، جاسم محمد شطب (مؤلف)
المجلد/العدد: مج31, ع1
محكمة: نعم
الدولة: ليبيا
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: يناير
الصفحات: 203 - 234
رقم MD: 771207
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

121

حفظ في:
المستخلص: أولاً: إن مصدق بقي مخلصاً لمبادئه بإصرار عجيب وإيمان عميق بملكية الأرض وإخلاص شديد الأرستقراطية، وقد كان يكره حزب توده كراهية لا يقابلها إلا إخلاصه لوطنه، قلق كثير الشكوك بنوايا الأجانب لا سيما بنوايا بريطانيا، وكان عليه أن يوجه عداء وشكوكه إلى الولايات المتحدة الأمريكية صاحية المصلحة الحقيقية بفشل عملية التأميم. وكان تصرف بندية واضحة في التعامل مع العائلة الملكية، بيد أنه لم يتصف بالحزم الذي تتطلبه المواقف الحاسمة، ربما يعود إلى المؤثرات السويسرية التي تركته دراسته الأولى في شخصيته. وأخيراً استدرج إلى صراعات جانبية على حساب قضيته وقضية الشعب الإيراني الأساسية، لذا يعد مصدق وعلى الرغم من الدور الريادي القيادي الذي أداه وإخلاصه لإيران كان سبباً من أسباب فشل التجربة. ثانياً: أما حزب توده فإنه ارتكب أخطاءاً كثيرة من خلال التذبذب البادي في مواقفه من قضية التأميم وحكومة الدكتور مصدق والبرجوازية الوطنية، فسهل اتهامه بتدبير محاولة انقلابية ضد الحكومة مما أعطى المبرر للأمريكان والإنكليز بالإسراع في الإجهاز عليها (حتى لا تصبح إيران شيوعية) على حد زعمهم وكان حرياً بالحزب أن يبتعد عن الساحة السياسية وأن يدعم حكومة مصدق بصمت بعيداً عن التطرف الذي رافق التظاهرات التي كان رأسها في شوارع الإيراني مثل الارستقراطيين والبازار، ولا سيما المؤسسة الدينية ذات التأثيرة العميق في نفوس عامة الناس، المؤسسة الدينية التي أدت أشد الأدوار خطورة وخبثاً في الأحداث فقد "استطاع الكاشاني والبهبهاني حشد ألوف من المؤمنين" و(...)...!!" على حد تعبير الملكة ثرياً ( )، لمناصرة الشاه والبريطانيين والأمريكان على حساب قضية الشعب. وأصبح لدى هؤلاء الذرائع لمعاداة الحرمة على الرغم عن نيل أهدافها، وصار بمقدورهم الدعوة إلى إسقاط مصدق بصورة علنية عندما اصطبغت حركة، (كما رأت هذه الأطراف) بصبغة شيوعية واضحة، على الرغم من كل العداء الذي كان يكنه لحزب توده والشيوعية. ثالثاً: ولم يؤد الاتحاد السوفيتي دوره المرجو، وكان بإمكانه أن يغير النتائج لصالح مصدق وجبهته الوطنية والشعب الإيراني بما لا يضر بمصلحة هو، بل لربما حقق بذلك إنجازاً اقتصادياً وصفقة استراتيجية له ولأمنه بتخليص إيران من هيمنة الاحتكارات الغربية ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وذلك بإسداء المساعدة الضرورية جداً لحكومة مصدق للخروج من أزمتها المالية بشراء النفط الإيراني بأسعار السوق وتسويقه إلى دول أخرى والتخلي عن الموقف الحيادي الذي وضع ستالين نفسه فيه، وكان بإمكان حزب توده أن يؤمن مساعدة كهذه فيما لو تصرف بشعور عالي بالمسؤولية من وراء الكواليس بدلا من عرض قوته في الشوارع، ويبدو أن السوفيت فطنوا لهذا الخيار بعد فوات الأوان عقب وفاة ستالين وبعد أن فقدوا فرصة نادرة الوقوع. رابعاً: أما اشد الأدوار خبثاً على المسرح الإيراني ذلك الدور الذي أداه دبلوماسيو وسياسيو الولايات المتحدة التي ظل مصدق حتى آخر المطاف يعول كثيراً على صداقتها. وصار النجاح الذي إصابته وكالات المخابرات المركزية الأمريكية C.I.A سابقة خطيرة وجديرة بالاهتمام في السياسة الخارجية الأمريكية. وكما أكدت الملكة ثريا أن شوارسكوف أنفق أكثر من ستة ملايين دولار لملء جيوب (المؤمنين) من قادة الانقلاب المضاد ( ). وكانت جائزة الأمريكان ترقى إلى أهمية الدور الذي أدوه في الأحداث، وهي 40 % من حصص إعادة التوزيع في اتفاقية الكونسوريتوم من النفط الإيراني، وكان الدكتور مصدق تزعم توجهات الشعب الإيراني من أجل أن تحصل الولايات المتحدة على هذه الحصة الكبيرة التي كان حرياً أن تذهب لصالح جياع هذا الشعب، فضلاً عن الضربة التي وجهت لحزب اودة التي لا تقل أهمية عن الحصص الجديدة وأخيراً وليس آخراً إن الشعب الإيراني والشركة الانكلو- فارسية هم الحاضرون الأساسيون عند حساب النتائج. وتحية تقدير كبيرة لمن نجح في تأميم ثرواته ومرافقه بعد النكسة التي أصيب بها مصدق ومن ورائه الشعب الإيراني.

عناصر مشابهة