المستخلص: |
إن هذه الدراسة تشكل عملية بحث عن ماهية التصورات التي يتبناها المجتمع الفلسطيني حول الجنس، من خلال الدمج بين تقنيات البحث الكمي والكيفي من خلال المعايشة وتحليل المضمون والمقابلة والاستبانات. والهدف، هو معرفة طبيعة التصورات المعيارية للجنس، وما هو مصدر هذه التصورات وكيف يتم استدخالها في ذهنية الأفراد في المجتمع الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1967 وبالتالي معرفة المقبول والمرفوض حول الجنس في المجتمع الفلسطيني استنادا لفرضيات أن التصورات الاجتماعية حول الجنس في المجتمع الفلسطيني تكتسب شرعياتها من بعض النصوص الدينية والتقاليد وبناء عليه يتشكل خطاب مجتمعي يبني التصورات الاجتماعية للذات الجنسية للأنثى والذكر، وتصبح قيم "العيب" و"الحرام" و"الممنوع"، تضبط تصورات الأفراد في المجتمع الفلسطيني للمتعة الجنسية، في حين أن تصورات الأفراد للمقبول والمرفوض اجتماعيا حول الجنس تتأثر بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي لكنها لا تتأثر بمستوى التعليم. وقد أظهرت النتائج أن متغيرات الوسط الاجتماعي، والدخل، ودرجة التدين ذات تأثير في صناعة التصورات وإعادة إنتاجها اجتماعيا. ولعل أفراد الوسط الاجتماعي ذو الدخل المتوسط هم الأكثر قابلية لمماحكة العادات والتقاليد بخصوص التصورات حول الجنس، لكن يبقى الانضباط قائما في العيب والحرام والسرية والعذرية، والمخيال الاجتماعي. كما ظهر أن سلطة العادات والتقاليد أقوى من سلطة الدين في بناء التصورات وضبط الأفراد لها.
|