المستخلص: |
يناقش هذا البحث دور الروابط الحجاجية وعلاقتها بطاقات الاستدلال، والنظر إليها باعتبارها وحدات أساسية في تحليل الخطاب؛ أي أنها تتحدد من خلال الدور الذي تؤديه في توجيهها للنص، وكذا من خلال كونها وحدات معجمية توفر البنية الخطية والموضوعية للنص، وكذا وظيفتها في تحديد مقصد الكلام، وتوجيه مكوناته الحجاجية عن طريق (ربط الحجة بالنتيجة، وقوة الحجة وضعفها، والحجة الأصلية، والثانوية، وغيرها). والهدف الأساس من فرضية البحث؛ هو بيان كيف يمكن للنظريات الخطابية أن تتفاعل مع القضايا الحجاجية. وقد بينا وجهة نظرنا في ذلك، من خلال دمج كل من الدلالة والتداوليات (التداوليات المدمجة) في مناقشة موضع الروابط الحجاجية وعلاقتها بطاقات الاستدلال، محاولين الإجابة عن سلسلة من الأسئلة، منها: 1-ما دور الروابط الحجاجية في التسلسل اللغوي وتوجيه الحجاج والاستدلال؟ 2-كيف يصل السامع إلى فهم هذا النوع من الخطاب، ويكون واثقاً من أن هذا التفسير هو الذي يقصده المتكلم فعلا من البنية الاستدلالية؟ 3-ما الشروط السياقية الخاصة التي يجب أن تتوافر لهذه الوحدات حتى تقوم بوظيفتها المعينة؟ يمثل موضوع الروابط الحجاجية Argumenative Connectors جانبا من جوانب البحث في بنية الخطاب، باعتبار هذه الروابط تشكل بنية لغوية حجاجية تسهم في طاقات الاستدلال الملائمة لسياق النص، وأبعاده الخطابية. فالروابط الحجاجية هي مجموعة متجانسة من العلامات داخل فضاء اللغة، تستخدم في جميع اللغات العالمية بطرق استدلالية مختلفة، وفي تسلسل لغوي منسجم. وتوصف في الخطاب الاستدلالي بكونها عنصرا في استقراره وتماسكه؛ لكونها تتضمن عددا من المعاني الوظيفية التي تنتظم في نماذج اصطلح عليها اللغويون بـ (العطف، والظرف، والاستثناء، والشرط، وغيرها من المعاني اللغوية المختلفة) والتي تحدد طبيعة الروابط، ومواقعها، ووظائفها النحوية، والدلالية، والمنطقية، والخطابية، والتداولية. ولما كانت القوة الكلية الناظمة للقول، التي اصطلحنا عليها بـ"طاقات الاستدلال" تكشف عن صناعة القول، وعن تسلسله اللغوي، فإن معرفة هذه الطاقات تتوقف -في جانب من مراحل إنشائها- على الروابط الحجاجية باعتبارها عوامل منطقية Logical Operators أو علامات Markers موجهة لمقاصد هذه الطاقات، واستعمالاتها المختلفة نحويا، ودلاليا. لذلك كان الغرض من هذا البحث، هو الاستفادة من دور الروابط في القوة الناظمة للقول، التي تربط الحجاج بالاستدلال في إطار تسلسل لغوي يجعل من الأقاويل الكثيرة غرضا واحدا متماسكا. وهذا الغرض سيجعلنا نناقش الروابط وعلاقتها بطاقات الاستدلال، باعتبارها تعكس إشكالية معرفية في لسانيات النص، ترى أن البنية التركيبية في اللغة غير كافية وحدها في وصف القول بمعزل عن الوصف الحجاجي والتداولي المدمج مع الوصف الدلالي، كما يراه ديكرو Ducrot وغيره من الباحثين الحجاجيين الذين يدافعون عن فكرة التداوليات المدمجة. وهذا التصور يتجاوز بالوصف اللساني سؤال البنية، وسؤال الدلالة، ليهتم بسؤال الوظيفة والدور والرسالة والسياق لعناصر الخطاب. وفي عمق هذا الإشكال، يتجلى دور الروابط الحجاجية في ربط المعنى بالقول، وتصوير الحدث اللساني باعتباره امتدادا لقصدية المتكلم.
This paper discusses the role of argumentative connectors and their relationship with the strengths of reasoning. The class of argumentative connectors is conceived as basic units in discourse analysis. This means that it is defined according to the role that these units play as drivers of textuality. These categories of lexical units provide linear and thematic structuring of the text, as well as its function in determining the utterance, intention and argumentative orientation of connected components (argument for a conclusion, argument more / less strong, secondary argument, etc). The object of this research aims to show how discursive theories can interact with the argumentation issues. Our perspective will integrate both the semantics and pragmatics (integrated pragmatics) to discuss the subject of argumentative connectors. We attempt to answer the following series of questions: 1-What is the role of argumentative connectors in the sequence of speech and its role to establish strength reasoning? 2-How do hearers arrive at an understanding of this sort of discourse, and be reasonably confident that this interpretation is what was actually intended by the reasoning structure? 3-What specific conditions must exist, or, in what context do these units expressions function in this way?
|