ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







دور الوقف لأجل فلسطين في استدامة الصمود وتحقيق النصر المنشود

المصدر: أعمال مؤتمر: استشراق مستقبل الصراع الإسلامي الصهيوني في فلسطين
الناشر: الجامعة الاسلامية بغزة
المؤلف الرئيسي: اصبيحي، عبدالرزاق (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2014
مكان انعقاد المؤتمر: غزة
الهيئة المسؤولة: الجامعة الإسلامية - كلية أصول الدين
التاريخ الهجري: 1435
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 41 - 90
رقم MD: 772757
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EcoLink, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

36

حفظ في:
المستخلص: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد كانت الأحداث الجارية على أرض فلسطين من قبل تعطي صورة ضبابية عن طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب، من خلال بعض الوقائع والمظاهر الكاذبة التي أريد لها أن تطفو على السطح لتشوش على حقيقة هذا الصراع، ولتجعل منه صراعا بين دولة (إسرائيل) ومواطنيها الفلسطينيين، أو في أحسن الأحوال صراعا بين كيانين متجاورين لضبط الحدود بينهما. أما اليوم فقد أضحت الصورة أوضح من ذي قبل، والأحداث أكثر إسفارا عن كون الصراع الإسلامي الصهيوني هو صراع على الوجود الإنساني والحضاري. ونقصد بذلك أن الكيان الصهيوني لم يعد يخفي نيته طمس الوجود الإسلامي من أرض فلسطين في كل أبعاد هذا الوجود، في الأرض والإنسان والهوية. ولا ريب أن صراعا من هذا النوع يتطلب لمواجهته أن يكون المسلمون، وفي مقدمتهم الفلسطينيون، في مستوى تحدياته، وأن تكون عدتهم أكثر قدرة على الصمود في وجه كل أنواع أسلحة التدمير الشامل التي يستعملها الصهاينة لسحت الهوية الإسلامية واستئصالها. إننا نعتقد أن أخطر ما يهدد الوجود الإسلامي في أرض فلسطين هو قدرة الصهاينة على تسويق صورة مزيفة عن طبيعة الصراع، ليختزل في صراع على لقمة العيش. أي الإيحاء بأن الصراع هو على الرفاهية لا على الهوية. ومن أجل تفادي هذا السقوط يتوجب على الأمة الإسلامية أن تكفي الفلسطينيين مؤونة هذا التفكير، وتؤمن حاجاتهم- كل حاجاتهم- التي تضمن لهم الصمود في أفق صنع النصر المنشود بإذن الله تعالى، استهداء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا" (متفق عليه)، وأن يكون ذلك إحساسا بالواجب وليس تفضلا. نحن ندرك أن عطاء المحسنين من المسلمين لم ينقطع عن أرض فلسطين، لكننا على وعي تام أيضا بأن هذا العطاء يزيد وينقص ويكثر ويضعف، بحسب الظروف والأحوال السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية وغيرها من المؤثرات القريبة والبعيدة وهذا الأمر إن كان قد يحل المشكل في حينه، إلا أنه لا يضمن الوفاء بالمطلوب في الأمد المتوسط والبعيد، مما لا يسعف في مواجهة التحدي المطروح. لذلك، فإن الحل في نظرنا لاستشراف مستقبل واعد للأمة الإسلامية في صراعها مع المشروع الصهيوني، يتمثل في توظيف نظام الوقف بأبعاده الروحية والاجتماعية والاقتصادية من أجل ضمان استدامة العطاء كشرط لاستدامة الصمود كشرط لتحقيق النصر الموعود بحول الله تعالى. وسنبين في هذه الورقة كيف حافظ نظام الوقف على صمود الأمة الإسلامية عبر تاريخها في وجه الأعداء الذين تكالبوا عليها، لنخلص بعد ذلك إلى كيفية توظيف هذا النظام لضمان الصمود في وجه المشروع الصهيوني. وعليه، ستكون الدراسة من خلال محورين كما يلي: • صور من تعزيز نظام الوقف لصمود الأمة الإسلامية عبر تاريخها. • كيفية توظيف نظام الوقف لاستدامة صمود الأمة في وجه المشروع الصهيوني.