المصدر: | مجلة آفاق أدبية |
---|---|
الناشر: | عبدالرزاق صالحي |
المؤلف الرئيسي: | خلوفة، عبدالعزيز (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع6 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
التاريخ الهجري: | 1435 |
الصفحات: | 135 - 162 |
ISSN: |
2422-0132 |
رقم MD: | 774399 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ونخلص من كل ما سبق إلى أن تبين الشاهد النحوي لدى ابن هشام الأنصاري يفضي إلى معرفة مصادر الاحتجاج لديه، سواء عند إثبات قاعدة نحوية، أو عند تفسير مادة لغوية. وبالنظر إلى منطق الأولوية عنده، فإنه لم يكن خارجا عن منوال النحاة قبله، إذ كان يستند إلى القرآن الكريم باعتباره أهم مصدر وأقوى حجة، إذ لا يمكن أن يقدم عليه مصدر آخر، وأما تغييبه من الاستدلال فإنما لعدم لضمنه الحكم المتناول. ومدار الشأن أن الاحتجاج بالذكر الحكيم، لدى ابن هشام، كان بهدف دحض آراء مخالفيه من النحاة في مسألة معينة. والملاحظ، أحيانا، اضطرار ابن هشام إلى تفسير آية كريمة معينة ما دام ذلك يخدم الوجه الإعرابي المرجح لديه، مع الوضع في الحسبان تعدد القراءات القرآنية، وإن كان غير ملتزم بذكر أصحابها، وما يؤخذ عليه أنه قلما يتمم الآية المستشهد بها، أو الإشارة إلى رقمها والسورة المأخوذ منها. ويأتي في الدرجة الموالية الحديث الشريف، إذ جعل ابن هشام كلام الرسول عليه الصلاة والسلام وما صدر من أزواجه وأقوال الصحابة والتابعين الأصل الثاني من أصول الاستشهاد، والملاحظ أنه خالف شيخه أبا حيان الأندلسي وكل من رفض الاحتجاج بالحديث، بل يأتي بالحديث للتأكيد على التركيب القرآني في مناسبات عدة. وكان ابن هشام يورد الحديث، في سياقات محددة، مع تفسير بعض مفرداته ما دام في ذلك صلة بالحكم الإعرابي المرجح، وكان يضطر إلى التذكير بالحديث الذي أخطأ النحاة في تفسير حركته الإعرابية، منتبها في الآن ذاته إلى الاختلاف الحاصل في رواياته بألفاظ مغايرة. ناهيك عن رفضه المطلق الاحتجاج بالحديث الشاذ غير الموثوق بصحته، علما أن ابن هشام غير ملتزم بذكر مرتبة الحديث في مظان عدة. بعدها يأتي الاستشهاد بالشعر باعتباره ديوان العرب ومعجزتهم الخاصة، ولم يكن ابن هشام كغيره من النحاة متشددا في الأخذ بهذا الأصل، وإنما نجده يوسع في الأخذ بكل الأشعار سواء أكانت لجاهليين أم لمخضرمين أم لإسلاميين أم لمولدين أم لمتأخرين، كما كان يستشهد بالشاعر بصرف النظر عن القبيلة التي ينتمي إليها. والأدهى من هذا أنه لم يتحر الشاهد الشعري المجهول قائله، حيث إنه في مواطن عدة كان يستحضر أشعارا دون إشارة إلى أصحابها. أما شرحه للأبيات فلم يكن ذلك مطردا عنده، اللهم إلا ما يخدم رأيه في مسألة يستلزم فيها ربط المبنى بالمعنى. وآخر ما يحتج به ابن هشام يتعلق بأقوال منقولة عن العرب، قد تكون أمثالا سائرة أو عبارات اشتهرت على لسانهم، يستحضرها ما دامت فصاحتها تنسجم مع التركيب القرآني. لكنه في سياقات معينة يستعين بهذه الأقوال في غياب الشواهد السالفة الذكر. |
---|---|
ISSN: |
2422-0132 |