المستخلص: |
هدفت الدراسة إلى التعرف على تكوين العقل العلمي العربي من خلال مؤلفات مؤرخ العلوم وفيلسوفها رشدي راشد. وأوضحت الدراسة ان التاريخ الذي يبحثه راشد ليس التغني التقليدي بالعلوم العربية وذكر مآثرها وسير علمائها، بل تاريخ العلوم هو العلوم نفسها، كما كان يقول الفيلسوف والشاعر الألماني غوته. وذكرت الدراسة أن أعقد معضلة يواجهها مؤرخ العلوم العربية هو تفسير تدهورها منذ ابن الهيثم الذي شارف مطالع اكتشاف الحساب التفاضلي وازدهاره. وأكدت الدراسة على أن تمحيص اللغة أداة راشد الرئيسية وتكاد تكون الوحيدة لمعرفة مصادر وقراءات "عالم الرياضيات البغدادي"، كما أكدت على أن الشريعة وحدها لا تخلق العلوم، كما ان العلوم لا تخلق العلوم، وراشد يذكرنا بأن انطلاق حركة الترجمة والبحث كان يرتبط ارتباطا وثيقا بحركة البحث المجدد والمبدع في العلوم الاجتماعية والإنسانية. وختاما أظهرت الدراسة أن العلم العربي كجميع علوم الأمم الأخرى عالمي بطبيعته، ولا يمكن معرفة تكوين العقل العلمي العربي من دون معرفة أنه لا تنال الفلسفة إلّا بعلم الرياضيات، كما أن اللغة العربية لم تعد لغة أمة واحدة بل لغة العلوم العالمية؛ فالعربية كانت لغة العلم في سمرقند وفى غرناطة مرورا بخراسان وصقلية، وكان هذا العالم أو ذاك إن حن واشتاق إلى الكتابة بلغته الأم الفارسية خاصة مثل النسوي ونصير الدين الطوسي، فسرعان ما عاد هو نفسه بنقل ما ألفه إلى العربية. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|