المستخلص: |
إن قيمة هذين المفكرين الكبيرين لا تنحصر فقط بإنجازاتهما العلمية في ميداني علم النفس والفيزياء، بل في الهم الإنساني الذي انطلقا منه، لذلك كان لنظرياتهما صدى يتعدى بكثير المجال الذي قصدا أن يقدما فيه تصوراتهما. فقد كان اهتمام فرويد بالفلسفة وعلم الأخلاق لا يقل عن اهتمامه بالطب، ويذكر تلميذه جونز أنه كان يتحسر على ذلك اليوم الذي أقلع فيه عن ممارسة الطب لكي يتفرغ لدراسة مسائل الحضارة والتاريخ، وليدرس في نهاية المطاف، كيف وصل الإنسان إلى ما هو عليه، إذ يقول ((شعرت منذ صباي، بحاجة لا تقاوم لفهم أسرار العالم الذي نعيش فيه، وحتى بالحاجة للمساهمة في حلها)). كذلك لم تمنع علمية أينشتاين من تقديم قواعد تربوية للجيل الناشئ إذ يقول: ((لا يكفي أن يتعلم المرء مهنة يتخصص فيها، إنه قد يغدو خلالها نوعاً من الالة المفيدة، لا الشخصية متكاملة النمو. من المهم جداً أن يحصل الطالب على فهم للقيم، وشعور حي بها، ولا بد له أن يحقق إدراكاً حياً بالجمال والسمو الأخلاقي، والا فإنه بعمله المتخصص سوف يبدو أقرب إلى الكلب المدرب جيداً منه إلى الإنسان متكامل النمو، يجب على المرء أن يتعلم كيف يفهم الدوافع التي تعتمل في نفوس الناس، وأن يفهم أوهامهم وآلامهم حتى يشارك المجتمع الذي يعيش فيه أقرانه مشاركة صحيحة)).
|