| المستخلص: |
إن الإسلام يقيم "حرية الرأي السياسي" على أساس "العقيدة"، بينما الفكر الوضعي فيه مذاهب فكرية مختلفة، كل يقيمها على أساس مختلف، فتارة تقام هذه الحرية على تعاليم الدين المسيحي المحرفة، وتارة تقام على فكرة وأساس العقد الاجتماعي وتارة أخرى تقام على أساس المذهب الطبيعي ومرة تقام على أساس المنفعة -المذهب البراغماتي-، ومرة أخرى تقام على ذات الإنسان -المذهب الوجودي -. فأساس الفكر الوضعي في تقريره وتأصيله لهذه الحرية، انتقل من الخيال المحض إلى الواقع المحض الذي لا علاقة له بالمثل والمبادئ. وهذا كله الدافع إليه الرغبة في التخلص من استبداد السلطة الحاكمة أو ظلم الملوك، حتى غدت الحرية لا تعني إلا الإفلات من سلطة الحكم، بينما الإسلام دقيق في تعبيره، شامل في تشريعه فيما يعجز عن جمعه فكر وضعي. إن نظرية "حرية الرأي السياسي" في الإسلام تقوم على إطلاق هذه الحرية للفرد وللجماعة، بل جعلها واجبة ما لم تتصادم بالعقيدة الإسلامية أو بالمصلحة بضوابطها، فإن تعدت أصبحت اعتداءا يتعين وقفه وتقييده. فالإسلام إذن لا يخلو من أسس نظرية -كما زعم المفكرون الغربيون-في نظام الحقوق والحريات وبالأخص "حرية الرأي السياسي، بل ظهر لنا جليا تواضع أبعاد الدساتير الغربية وإعلانات حقوق الإنسان بالقياس إلى عمق واتساع ذلك الحجم في التصور الإسلامي.
In Islam, the liberty of political opinion is founded on doctrinal bases. Unlike Islam in secular thought, there is a variety of ideological thinking based on different grounds upon which the liberty of political opinion is founded. It is sometimes founded on the dictates of falsified Christianity, sometimes on J. P. Sartre's, sometimes on the social act, sometimes on pragmatism. In determining this kind of liberty, the secular thought basis has shifted from pure imaginations to the reality that has no relation to ideals and principles for the sake of getting rid of the State's tyranny or the governors' despotism. This freedom has lost its genuine meaning. It means no more than escaping for the rulers' authority. Islam, on the other hand, is accurate in its expressions and comprehensive in its legistlations. The liberty of political opinion in Islam is not a mere right; it is a duty enjoyed by the individual as well as by the community, provided it does not clash with the Islamic doctrine, otherwise chaos will prevail. Islam is not without theoretical bases, as its foes pretend, concerning liberties and rights, especially the liberty of political opinion.
|
