المصدر: | أدب ونقد |
---|---|
الناشر: | حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي |
المؤلف الرئيسي: | الرفاعي، نيفين (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع352 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
الشهر: | يوليو |
الصفحات: | 28 - 33 |
رقم MD: | 778198 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
هدفت الورقة إلى التعرف على "محمد شاكر" لغة التفاصيل الصغيرة، حيث ارتكزت تجربة الفنان الكبير "محمد شاكر" بشكل عام بالتوق إلى الكمال وباتخاذ الطبيعة كمرجع، حيث متعة النفس بحملها وأبعادها ودلالاتها الروحية وتأملاتها وظلالها التعبدية، وكأنها تهمس إلى الذات الإلهية الكمنة في البشر جميعاً، والتي تنفلت من الصور المادية لتلتقي متحدة متألفة في عالم آخر، كما أن مداخل تجربته المتمايزة تقنياً وبصرياً قد أثرت على شخصيته الفنية، حيث استخدم فيها خامات أخرى غير الألوان الزيتية، فتظهر ثقافة تأمله كفنان يحاول على الدوام في الوقت الذي يقتل فيه العالم وتتغير ملامحه أن يعيد صياغة المرئي ويبتكر في تركيبات جزئياتهن متوحداً بمواد الوجود، كما أن بدايات الفنان "محمد شاكر" تصنف بأنها كانت ذات انطلاقة قوية، فاختيارات الشخصية لاتجاهات أعماله هي التي يتميز بها عن أقرانه من الفنانين، حيث تتعلق بمزاجه وحالته الوجدانية تبعاً لما نشأ عليه من عادات اجتماعية مرتبطة ذوقياً بالبيئة المحيطة به. وأشارت الورقة إلى أن تجربة "شاكر" يلاحظ قدرته على الانتفاء من بين الموجودات المحيطة به أو التي يتخيلها، إذ تكون غالباً ذات صفات متباينة ويقوم بنقلها للمتلقي، لتأتي النتاجات الفنية دون نمطية تكرارية تذكر، فالصغير يكبر، والقبيح يصير جميلاً، والجماد يضحي متحركاً، وقد أظهرت سلسلة من أعمال "محمد شاكر" أن كل ما هو جماد قد أصبح حيا ًفي النسيج الأساسي للتكوين، فتشعر بتغير طبيعته وماهيته، بل وتحرك جزئياته، جدران عتيقة، ما تأتي بعض عناوين الأعمال كنوع من الإسقاط للاوعي الكوني عند الفنان مثل "الديمومة والفيضان"، "الضحي والسماء"، "التتابع والنمو"، الأرض والسماء والزمان"، وتبعاً لخبراته الطويلة في دراساته لنظريات تحليل اللون داخل سياق الضوء والظل، وبمبدأ الجزء يكون الكل في نسيج موحد يقوم بالإبهام بطبيعة ملمس السطح الذي قام بتصويره، لذا يصعب تحديد لون بعينه في كثير من الأعمال، وعلى صعيد آخر يجد المعنى الاجتماعي في عدة صور داخل تجربة الفنان "شاكر"، حيث أنه قد حقق التوازن بين اتجاهين، أولهما تواجد قيم البيئة الاجتماعية المحلية الجمالية، أما ثانيهما فهو السير قدماً نحو كل ما هو غريب عن تلك البيئة ومجتمعها، وتظهر الخلفية العلمية لدى الفنان عبر استخدامه للون الأزرق في أعماله، حيث أنه من الناحية المادية له معان فيزيائية محددة مرتبطة بالضوء وانكساراته ودرجات الحرارة والفضاء، لقد آمن الفنان الكبير "محمد شاكر" بوحدانية الكون بمواده وعناصره المختلفة، فكل خاماته خادمة للخالق الأعظم، إيماناً منه أنها مجموعة من الكائنات الحية المتحركة التي استجلاها في روح الحب النابعة من قلب جميع المرئيات والمحسوسات المتصلة برباط مقدس مع الطبيعة. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021 |
---|