المصدر: | المجلة العلمية لجامعة التحدي |
---|---|
الناشر: | جامعة التحدي |
المؤلف الرئيسي: | الزين، عبدالوهاب إبراهيم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الصفحات: | 48 - 63 |
رقم MD: | 778839 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | science |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
توصلت هذه الدراسة إلى أن قضية اللغة في السودان والمتمثلة في رسمية اللغة، لا تشكل إلا قدرا يسيرا من الأهمية في مسألة التكامل القومي في السودان. وأن من اخطر انعكاسات قضايا اللغة على عملية التكامل الوطني في السودان، تلك المشروعات المضمرة للتعريب الشامل من بعض الأفراد والذي يجري تحقيقه عبر حملة ضروس من الإساءات والنيل من قدر اللغات الأخرى، وتمثل مثل هذه المشاريع خطرا أفدح عندما تضمن في أجندة السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي على مستوى المؤسسات الرسمية مع تجاهل تام لمساندة وتطوير اللغات المحلية الأخرى، وان مثل هذه التوجهات تمثل خطرا حقيقيا على قضية التكامل القومي. لكل ذلك ينبغي النظر عند معالجة قضية اللغة في السودان في العوامل غير البنيوية المندمجة في العلاقة التي يقيمها الناطقون باللغات المختلفة مع بعضهم البعض ٠ إن معالجة هذه القضية تكمن في الاعتراف المتبادل بلغة الآخر وأصالتها وقدرتها على صيانة ثقافته وتراثه. يتم مثل هذا الاعتراف عندما تتجاور وتتداخل هذه اللغات وتتفاعل مع التداخلات المكانية في إطار المكان (Special intercation) ليخلق نوعا من القرابة بين اللغات المحلية المختلفة ويحدث تعديلا في السلوك الاستعلائي للمتحدثين بلغة معينة تجاه المتحدثين بلغة مغايرة. وتؤكد الدراسة على أن العامل الديني يعتبر من العوامل الهامة في إلهاب المشاعر القومية في الدول التي تتمتع بوحدة العقيدة الدينية. وان التوجه الإسلامي ينبغي ألا يحط من قدره لتتواءم مع الوثنية الأفريقية، ولكن ينبغي إعادة صياغة التقاليد المحلية حتى تتواءم طبيعة الإسلام المتسامحة مع الروح التصالحية التي تعتبر من سمات الزنوج الأفارقة. وعندما ينظر للإسلام من غير المسلمين في السودان من هذه الزاوية، لن يشكل الإسلام عندئذ عائقا في تكامل القوميات السودانية بقدر ما يكون عاملا من العوامل التي تعزز الوحدة الوطنية. تؤكد هذه الدراسة على دور العامل الاقتصادي وأهميته كعنصر موضوعي في البناء القومي وتدعيم الوحدة الوطنية متى ما كان مبنيا على أسس عادلة بين الأقاليم المختلفة. وما لم يعاد النظر في السياسات التنموية وبما يكفل التوزيع العادل لكل أقاليم السودان، ستظل المشاعر القومية والإحساس بوحدة الوجدان الوطني في السودان محفوفة بمخاطر التوجهات الانفصالية التي تهدد الوحدة الوطنية والتكامل الوطني. |
---|