المصدر: | بصمات - سلسلة جديدة |
---|---|
الناشر: | جامعة الحسن الثاني المحمدية - كلية الآداب والعلوم الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | اغليمو، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع6 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
الصفحات: | 89 - 102 |
رقم MD: | 781392 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يشكل الخطاب مستوى أكبر من الجملة، ويرتبط بحدث يدفع المخاطب الإعداد له من أجل أن يطلع المتلقي على فحواه، فيفهمه. إن الارتباط بين المتخاطبين لا يتحقق إلا بوجود الخطاب الذي يشكل العنصر الثالث، والذي يخضع لعملية الإنتاج والتأويل، بالإضافة إلى أنه يمثل الرسائل المعبر عنها، وهي رسائل تتفاوت في أنماطها؛ فهناك الرسائل اللفظية وغير اللفظية (الصورة) والمكتوبة، وهي أنماط قد يجمع بينها أو ينفرد بواحده منها في الحدث التواصلي. وقد اهتمت اللسانيات التداولية بالعناصر الخطابية مفترضة أن كل خطاب يستلزم فاعلا ينتجه، ويقيم علاقة تواصل مع المخاطب، مما يعني أن فكرة الفاعل ضرورية لمتابعة تحولات اللغة في الخطاب، وهو فاعل يحضر من خلال اللغة؛ هذا الحضور الفردي يعد جوهرياً في تحليل الخطاب، إذ أن الفاعل يظهر في خطابه الذي شكل فيه عاله وذاته حول موضوع محدد. إن الخطاب، بذلك، نظام فكري يشتمل على منظومة من المفاهيم والمقولات النظرية المرتبطة بجانب من الواقع الاجتماعي بهدف تملكه معرفيا، وفهم منطقه الداخلي، فالحديث، مثلا، عن الخطاب السياسي هو حديث عن جملة عن التصورات النظرية والمفاهيم والمقترحات المنتظمة في إطار منطقي حول الواقع السياسي في مجتمع ما. إنه المعطي الذي يبين أن الخطاب السياسي يشكل قسما من نظام فكري شامل؛ أي جملة من التصورات والمفاهيم والمقترحات المتعلقة بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في لحظة تاريخية محددة، تحدد فيها طريقة تصور الماضي والمستقبل لمجتمع ما من وجهة نظر النظام الاجتماعي القائم، وهي الحقيقة التي تحتم علينا إبعاد كل تصور يرى خلو الخطاب عن المقومات التاريخية والاجتماعية لمنتجه، لأنها تلعب دوراً بارزاً في عملية الإنتاج، وتعمل على تأطيره وتحديد أشكاله ونمط القيم المتضمنة فيه. |
---|