ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







من اكتشاف الفوسفاط إلى الهجرة الدولية : قراءة فى مسار تحول اجتماعى

المصدر: أعمال اليوم الدراسي: السوسيولوجيا والتحولات الإجتماعية بالمغرب
الناشر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
المؤلف الرئيسي: أعراب، عبدالهادى (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Arabe, Abdelhadi
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2011
مكان انعقاد المؤتمر: الجديدة
الهيئة المسؤولة: جامعة شعيب الدكالى - كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الشهر: أبريل
الصفحات: 111 - 141
رقم MD: 782864
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

18

حفظ في:
المستخلص: ختاما نستطيع القول، إن الهجرة الدولية مارست - من مجموع مسار التحولات التي عرفها مجتمع الدراسة - في الفترات القريبة، دوراً أساسيا ببروز متغيرات سريعة، احتلت فيها الأسر المهاجرة سلطة اقتصادية واجتماعية قوية، بالمقابل تراجعت وضعية الأسر غير المهاجرة وكذا الزعامات السابقة، كالشرفاء وملاك الأراضي والفلاحين وحتى العمال بالمناجم والأطر التقنية. لهذه الأسباب، صارت الهجرة الحل والمنقذ من الفقر والبطالة ووسيلة للاغتناء السهل والسريع. وخلف صنف الهجرة السرية تحديدا، قصص و((ملاحم)) ومغامرات أبطالها فتيان يائسون، استطاعوا أن يشقوا عرض البحر ويعودوا بثروات مهمة لأسرهم وعائلاتهم، وهو ما لمسناه إعجابا كبيرا بهؤلاء لدى مجموعة من الشباب القروي الذين استجوبناهم، إذ يعتبرونهم كافحوا وأنقذوا أسرهم ومجتمعهم القروي من الأزمة الخانقة التي عرقتها البادية المغربية منذ ثمانينيات القرن المنصرم. في هذا السياق، يؤكد أحد المهاجرين قائلاً: ((إنك إذا ذهبت إلى طورينو، فإنك ستعتقد للوهلة الأولى أنك بخريبكة، فأغلب المهاجرين إليها من بني خلف وأولاد عبدون والفقرا... وستجدهم بالساحات والأزقة يبيعون ويتاجرون في كل شيء(...) نمارس التجارة مهما كانت بسيطة، والرزق موفور والحمد لله، أفضل بكثير من البقاء بالبادية، والإيطاليون أشخاص متفهمون، ((شرفاء)) حقيقيون و((أولاد الناس)) وليسوا عنصريين كغيرهم،.... إن العمل بإيطاليا يوفر لنا أموالاً مهمة وبعضنا اغتنى بسرعة من خلال ممارسة أعمال مشبوهة، كالاتجار بالمخدرات ((الغبرة)) أو سرقة السيارات باهضة الثمن، أو العمل بشبكات الدعارة" (حسن). ويلخص مهاجر آخر أهمية الظاهرة بمجتمع خريبكة في عبارته: ((إن إقليمنا انتشلته الهجرة من أزمات خطيرة كالجفاف والبطالة والفقر، وما عرفه من انتعاش (رواج) اقتصادي وتجاري وعقاري، يدين به إلى أموال المهاجرين)) (سعيد). لكن ينبغي القول، إن أهمية الهجرة الدولية تراجعت في السنوات الخمس الأخيرة، بعدما شددت الدول الأوربية إجراءاتها مع العمال المهاجرين، مما طرح مشاكل جديدة، منها مجموعات كبيرة من العائدين أو المرحلين، ممن أمسوا فور عودتهم عاطلين عن العمل أو مضطرين لممارسة أنشطة كانوا يأنفون من ممارستها قبلا، بل إن فئات منهم اضطرت للسرقة والانتظام في عصابات محترفة. وإذا كانت خريبكة لم تسلم من موجة الاحتجاجات الشبابية الأخيرة المطالبة بالعمل والكرامة، احتجاجات لم تخل من أعمال عنف وتخريب، جسدتها أحداث فجر الثلاثاء 15 مارس 2011، وقادها أبناء وحفدة عمال المناجم بعد أسابيع من الاعتصام، فإن التساؤل الذي ينبغي طرحه بالمناسبة، ما هي التحولات الجديدة التي سيسفر عنها الوضع في الأيام المقبلة؟