ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







القبيلة بالشاوية و دكالة خلال الحقبة المعاصرة : دراسة مقارنة

المصدر: مجلة كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة
الناشر: جامعة شعيب الدكالى - كلية الآداب والعلوم الإنسانية
المؤلف الرئيسي: العبدلاوي، رشيد العلوي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع13
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2012
الصفحات: 151 - 181
رقم MD: 787575
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

18

حفظ في:
المستخلص: يستخلص مما سبق الملاحظات التالية: أولا: إذا كان من الصعب البحث عن أصول الأفراد والأسر والقبائل فإن الأحداث التي شهدتها تامسنا منذ عهد الدولة الموحدية والتقلبات التي رافقت تلك الأحداث على الصعيد البشري تجعل من الصعب الأخذ بالعنصر السلالي باعتباره محددا للقبلية بالشاوية ودكالة، وبالتالي، فإن تعريب السكان لا يمكن اتخاذه مؤشرا كافيا لتأكيد الأصول العربية لهؤلاء السكان، كما أن التسميات الأمازيغية للعديد من الأماكن والفرق أو الأسر بالمنطقة لا يمكن اعتبارها رموزا للأصل الامازيغي. ثانيا: يستخلص من العرض للتقلبات الحاصلة للمجموعات الاجتماعية بكل من الشاوية ودكالة سواء تعلق الامر بالعنصر العربي أو بالعنصر الامازيغي أن سلسلة الأحداث التي أفرزت تلك التقلبات أثرت بكامل ثقلها في دينامية تلك المجموعات وفي تكوينها السلالي، فكانت النتيجة هي تفوق الجغرافي على السلالي، وبالتالي الانتقال من القبيلة باعتبارها وحدة سلالة إلى القبيلة بوصفها تجمعا جغرافيا يقوم على التباين في الأصل وعلى مبدأ الاختلاط الذي يستوعب كل أجنبي وافد شريطة انخراطه في الوحدة الاقتصادية للقبيلة وهي وحدة تمثلت في نمط عيش لم يعرف سوى تطور بطيء عبر أجيال يصعب حصر عددها بفعل تأثير عوامل خارجية في الغالب كالاضطرابات السياسية والأزمات المناخية. ثالثاً: إن النتائج المتوصل إليها أعلاه تنسجم مع نتائج أعمال باحثين معاصرين حول القبيلة بالمغرب فأحمد التوفيق مثلا سجل حالة التلاشي والتفكك التي بلغتها قبيلة إينولتان خلال الصف الثاني من القرن التاسع عشر لدرجة أن الوحدة الاجتماعية الأساسية يإينولتان كما استخلص هذا الباحث هي الاسرة الكبيرة وليست القبيلة رابعا: إن نتائج دراسات فئة من الباحثين الكولونياليين أمثال روبير مونطاني وميشوبلير بشأن القبيلة بالمغرب تتناقض تماما وما تم تسجيله بخصوص الوضع الاجتماعي بدكالة والشاوية. فروبير مونطاني مثلا لاحظ، في دراسة للقبيلة بالجنوب المغربي، أن الوحدة الاجتماعية الحقيقية هي القبيلة أما الأقسام التي يتم ادعاؤها فليست كافية لتشويه وحدة القبيلة فالقبيلة حسب هذا الدارس تضم ما بين ثلاث واثنتي عشرة وحدة تسمى كل منها "تاقبيلت" وفي القاعدة يوجد الإغص[ العظم] الذي يتكون من مجموعة من الكوانين، فعشرون أو ثلاثون كانونا تشكل قرية كبيرة أما ميشو بلير فقد اعتمد عنصر الرابطة الدموية في تشكيل القبيلة بشمال المغرب، فقبيلتا الخلط والطليق بحوض لكوس (تنقسم كل منهما إلي فركة [فرقة] واصل هذه الفرق هو بالتأكيد جد قديم ينحدر من القبائل العربية التي قدمت إلي المغرب لكن ميشو بلير سيرغم على تعديل رأيه بخصوص القبيلة المغربية حين دراسته لدكالة، ونحن في شبه يقين من كون هذا التحول جاء نتيجة الفارق الزمني الذي بلغ حوالي نصف قرن ما بين دراسته للخلط والطليق بالشمال ودراسة لقبيلة دكالة، وهو فارق كاف لتصحيح ما وقع فيه من هفوات خلال الثمانينات من القرن التاسع عشر، لاسيما وأن من بين الوحدات التي سجل ميشوبلير تشبتها بالأرض الدكالية فرقا من الخلط والطليق كذلك. إن التحول الطارئ على الأحكام الصادرة عن هذا الدارس، حين دراسته لدكالة، نتيجة تطور مرجعيته واتساعها مما منحه خبرة حول واقع القبيلة المغربية هو السر في اعتمادنا اراءه بخصوص الوضع الاجتماعي بدكالة لاسيما وأن هذه الأحكام تنسجم مع ما انتهى إليه أحد الأصوات الكبرى في هذا المجال وهو جاك بيرك خلال دراسته للقبيلة بشمال افريقيا. خامسا: أن حالة التفكك الملاحظة بدكالة والشاوية لا تعبر، في كل الأحوال، عن نهاية القبلية، على غرار ما سجله بول باسكون بحوز مراكش أواخر القرن التاسع عشر فوجود الملكية الجماعية جنبا لجنب مع الملكية الخاصة بدكالة والشاوية يعد مؤشراً على أن حالة التفكك لم تصل أقصي مداها وأن الأسرة باعتبارها وحدة اجتماعية أكدت حضورها بجدارة علي صعيد العلاقات الاجتماعية إلا أن عدم توفر دراسات حول الأسرة بدكالة والشاوية يفرض عدم المجازفة في إصدار الأحكام وهذا ما يفسح مجال البحث أمام كل المتهمين بهذا في مقبل الأيام.