المستخلص: |
تمثل النزاعات المسلحة سواء أكانت دولية أم داخلية صورة الواقع الأكثر وحشية في زمننا الذي نعيش، وذلك لما تسفر عنها من نتائج خطيرة لا يمكن تجنبها من قتل وعذاب وتشريد أشخاص، إذ تعكس الحرب الغريزة العدوانية لدى الإنسان. وفي السنوات الأخيرة ازدادت ظاهرة الاعتداء على المدنيين إما عن طريق استهدافهم، أو عن طريق إشراكهم في الأعمال العدائية نتيجة التطورات الحديثة في فنون القتال وتكنولوجيا الأسلحة التي وسعت ميدان القتال، فيتعرض المدنيون إلى العنف أو يصبحوا هم أنفسهم أدوات لها فيجندون أن يخطفون ليصبحوا جنوداً. فجاءت إشكالية دراستي حول مدى التطبيق العملي لأسس وآليات حماية المدنيين في زمن النزاعات المسلحة، وموقف المجتمع الدولي من المآسي التي يتعرض لها المدنيون حالياً في ظل تداعيات الأوضاع في عدد من الدول العربية التي تشهد صراعات وانقسامات داخلية. فتوصلنا إلى أن النزاعات الدولية المسلحة والعنف العشوائي وأعمال القتل والإرهاب لا زالت تهدد أمن وسلامة عدد لا يحصى من الناس وتهدم الجهود الرامية إلى احلال السلم في العالم، وذلك بسبب ضعف التدابير والإجراءات المتخذة من قبل الدول للتعريف بقواعد القانون الدولي الإنساني ونشره بين مختلف المؤسسات والأجهزة الوطنية. وبأن هناك قصور في بعض الأحكام المتعلقة بالحماية في اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين لعام 1949.
|