المستخلص: |
يتناول هذا البحث سورة الأنعام بشكل رئيس لاستخراج واستنباط وجوه بعض مناهج وأساليب الدعوة والتي يحتاجها الداعية في عصرنا الحاضر لمخاطبة العالمين جميعا. ولقد استعرض البحث طرفا من أحوال الجاهلية الأولى ومسائلها، وكان ذلك في الفصل الأول ليختم بالفصل السادس، والذي تناول ضرورة استحداث أساليب الدعوة، وفي ذلك محاولة من الباحث للتدليل على وجود مناهج للدعوة هي ثوابت، ولا بد من اتباعها، وأنها لا تتغير بتغير الأزمان، وإنما الأساليب هي التي تتغير. وقد تضمن الفصل الثاني نموذجا مهما هو منهج سيدنا إبراهيم عليه السلام وبعض أساليبه في الدعوة، ثم الفصل الثالث والرابع والخامس تناولت (دور الفقراء في نشر الإسلام)، و(ضرورة الوحدة بين المسلمين والاعتصام بحبل الله)، ثم (استنباط جملة من أساليب دعوية من سورة الأنعام) على التوالي. إن التقلبات الدولية الحديثة - كالعولمة وغيرها من الشعارات والتي تفرض على أهل الإسلام التحلي بالوعي. ولا يعني ذلك رفض العولمة جملة، بل لا بد من النظر في محاسنها ومساوئها، ليترتب على ذلك استخدام أدواتها والاستفادة منها في نشر الإسلام، ونبذ مساوئها مناهضة للتغريب وإيثارا للتحديث، والمقصود به هو اتباع وسائل وأساليب وطرق دعوية تتماشى ومقتضيات العصر مع عدم المساس بالمناهج والأصول. وعلى هذا النحو فإن المبادئ الأساسية للإسلام باقية على قدسيتها ولا مساس بها من أجل تثبيت القيم الإسلامية العليا التي تبين وجه السماحة في هذا الدين الحنيف سلوكا ومعاملة، والإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة، لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
|