| المستخلص: |
تناولت الدراسة اثر التغيرات السكانية على التنمية العمرانية لمدينة الأبيض وركزت بشكل خاص على الفترة (1983م – 2014م ) , وذلك لما شهدته المدينة من تغيرات في السكان من زيادة في الحجم وتوزيع وكثافة, نتيجة النمو الطبيعي أو الهجرة , وما شهدته من توسع عمراني . وتنحو هذه الدراسة لتكون ذات نظرة شاملة ومتتبعة للظاهرة السكانية, بهدف تفسير خصائصها في ضوء تأثير العوامل الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية والتاريخية والسياسية ,المتداخلة مع بعضها والمتفاعلة فيما بينها من خلال الأبعاد المكانية والزمانية لظاهرة التغير السكاني, وأثر ذلك على التنمية العمرانية بالمدينة . كما هدفت الدراسة إلي إبراز أهمية الدراسات السكانية في التخطيط ,إذ إن الجوانب السكانية لا تقل أهمية عن الجوانب الاقتصادية للتنمية , وكذلك أهمية التخطيط لمستقبل السكاني وعمل توقعات لحركتهم وزيادتهم ووضع ذلك في الاعتبار عند وضع برامج التنمية العمرانية . كما تناولت معوقات التنمية العمرانية , واثر التغيرات السكان على أنماط التنمية العمرانية , وعلى استخدامات الأرض الحضرية , وعلى الخدمات وتوزيعها كماً وكيفاً, أهم مشكلات المدينة التي نتجت عن اثر الزيادة السكانية مثل (الجريمة والسكن العشوائي والتلوث ). ولتحقيق أهداف هذه الدراسة فقد اقتضت أن تكون من خمسة فصول بما فيها النتائج والتوصيات, واستخدمت فيها المناهج العلمية التي تلاءم طبيعتها , منها المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي والأسلوب الإحصائي الكمي ونظم المعلومات الجغرافية , ولقد تم جمع المعلومات من خلال الدراسة الميدانية والمقابلات الشخصية بجانب المصادر الثانوية المتمثلة في الكتب والتقارير والمجلات العلمية والمؤتمرات العلمية. أهم النتائج التي خرجت بها الدراسة تتلخص في الآتي:- 1- التغيرات السكانية كانت السبب الرئيسي وراء تدهور التنمية العمرانية. 2- أن العوامل الطبيعية مثل الموقع والسطح والمناخ والتربة والموارد الأخرى, أهم عوامل الجذب السكاني لمدينة الأبيض , إضافة إلي العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. 3- ان الهجرة السكانية بمختلف أسبابها كان لها أكبر تأثير في تغير حجم السكان وخصائصهم بمنطقة الدراسة. 4- أوضحت الدراسة معوقات التنمية العمرانية بالمنطقة بسبب الزيادة السكانية والتمدد العمراني غير المخطط , في ظل الغياب التام لدور التخطيط الإقليمي والتنموي بالمنطقة. والتي نتج عنها,سوء استخدام الأرض الحضرية , وعدم كفاية الخدمات . وانتشار السكن العشوائي الذي أدى بدوره إلي انتشار الجريمة كما بينت أن التوسع العمراني المستقبلي للمنطقة يسير في الاتجاه الجنوبي منها . قد أوصت الدراسة بإعطاء الأولوية لتنمية الخدمات الأساسية وضرورة إعادة توزيع الخدمات على المنطقة , وتهيئة البنيات الأساسية ومراعاة التوزيع المكاني لها, وضرورة دراسة الخصائص السكانية الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية بهدف وضع سياسات تنموية تتناسب مع تلك الخصائص حاضراً ومستقبلاً.
|
