المصدر: | أبحاث ندوة: ترجمة السنة والسيرة النبوية - الواقع - التطوير - المعوقات |
---|---|
الناشر: | الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها - سنن |
المؤلف الرئيسي: | التركماني، عبدالحق (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ج2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
الهيئة المسؤولة: | الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها |
التاريخ الهجري: | 1429 |
الشهر: | صفر |
الصفحات: | 737 - 762 |
رقم MD: | 791010 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
قد اعتدنا أن نعبر عن حالة الاتصال والتواصل بين الناس في زمن العولمة والمعلوماتية بقولنا: (إن العالم أصبح كقرية صغيرة)، ولكنا إذا أمعنا النظر في حال هذه القرية الصغيرة لوجدنا بين أحيائها وجوانبها المتقاربة جدراً فاصلة عازلة تتمثل في آلاف اللغات المختلفة التي لا يمكن أن تزيلها أو تتجاوزها الوسائل والتقنيات الحديثة، ولا يمكن اختراقها إلا بعمل إنساني يقوم علي جهد المترجم من حيث كوبه شخصاً قادراً علي نقل المعاني والأفكار من لغة إلى أخرى... لهذا وجدنا العولمة والانفجار المعلوماتي قد زادا الترجمة أهمية وأثراً: لأنهما قد بلغا بصلات أهل القرية الواحدة الغاية فصاروا أشد حاجة إلى ترجمة تعينهم علي مخاطبة بعضهم بعضاً وفهم بعضهم لبعض... هكذا الحال في كل أجزاء القرية، حتى في الحي المتمدن الواقع في أقصي شمالها والذي يسمى مملكة السويد، ويقيم فيه نحو تسعة ملايين نسمة، يتكلمون السويدية، ويجدون صعوبة في القراءة بلغة أخرى - خاصة المادة الدينية - وإن كانت اللغة الإنكليزية التي يتقنها أكثرهم. ولكن ما هو موقع المسلمين هناك - الذين يقدر عددهم بنحو أربعمائة ألف نسمة - من ذلك الحراك والتواصل العلمي والثقافي لأهل ذلك الحي مع باقي سكان القرية؟ في ورقة العمل هذه التي تشرفت بتقديمها إلى هذه الندوة المباركة - إن شاء الله - حاولت تسليط الضوء علي ما يتوفر باللغة السويدية من ترجمات للسنة النبوية من قبل المسلمين، ولم أتطرق إلى أعمال المستشرقين السويديين؛ لأنها تخرج - فيما أحسب - من غرض الندوة وتحتاج إلى دراسات ومناسبات أخرى. لا يتوفر الكثير من الأعمال في هذا المجال، والموجود يحتاج إلى تصحيح وتقويم، مثل: ترجمة مختصر صحيح البخاري، وقد عملت جدولا بجملة ما في مئتين وخمسين حديثاً الأولى منه من الأخطاء والملاحظات المتعلقة بالجانب الشرعي؛ نموذجاً لبقية العمل وتنبيهاً علي نوع تلك الأخطاء ومدى أهميتها - كما توجد أعمال أخرى مثل؛ ترجمة رياض الصالحين، وترجمة أخرى لمختصره، وترجمة مئتي حديث شريف لدعوة غير المسلمين. وخلصت من استعراض هذه الأعمال وتقييمها ونقدها إلى الحاجة الماسة إلى الاهتمام بهذا الجانب؛ خاصة أننا في السويد في مرحلة الإعداد والتأسيس، فإذا توفرت الآليات اللازمة للترجمة الصحيحة المتقنة لكان في ذلك توفيرا لكثير من الوقت والجهد. إن المسلمين من أهل البلد الأصليين أو الذين ولدوا ونشؤوا هناك وصارت اللغة السويدية لغتهم الأم هم أجدر الناس للقيام بهذه الوظيفة إذا درسوا في الجامعات العربية وتوفرت فيهم الشروط الشرعية والعلمية والمهنية للقيام بهذه المهمة، مع ملاحظة آن خروجهم المبكر من السويد لطلب العلم يضعف لغتهم الأصلية فيحتاجون بعد إكمال الدراسات الشرعية إلى دراسة اللغة السويدية في السويد ودراسة علم الترجمة وقواعدها. وأيضاً فإن الحاجة ماسة إلى توفير شروحات سهلة واضحة للأحاديث تعين المترجم في عمله، وتضيق عليه مجال الاجتهاد الشخصي والتصرف في نقل المعنى- كما أن الانتقاء والبدء بالأهم فالأهم ومراعاة عقلية الإنسان السويدي وثقافته مما سيعين علي إيصال السنة النبوية إليه بشكل أوضح وأنفع. هذه الأمور وغيرها أشرت إليها في ورقتي، فذكرت مباحثي تحت العناوين التالية: نبذة عن السويد واللغة السويدية، وبينت أهمية ترجمة السنة والسيرة إليها، وعرفت بحركة الترجمة الإسلامية إلى اللغة السويدية بشكل عام، ثم استعرضت كتب السنة المترجمة، وشرحت المعوقات والمشكلات، وذكرت يعض الفوائد والملاحظات من خلال تجربتنا في هذا المجال، وختمتها بالنتائج والمقترحات والتوصيات، التي أشرت إلى بعضها في هذا العرض الموجز. وأسأل الله تعالى أن ينقع بهذا الجهد المتواضع، وأن تكون هذه الندوة نواة لبناء علمي كبير في خدمة السنة من خلال الترجمة، وأن بجزي القائمين عليها خير الجزاء، ويبارك في جهودهم، ويكتب لها القبول والنجاح. |
---|