المستخلص: |
تعددت الدراسات النقدية التي تناولت الرواية السعودية، وتباينت في زوايا الرؤية والمنهج، وفي طبيعة التصور والتناول والتعبير، وفي القدرة على التعليل والتفسير والتحليل، وفي القيمة، التاريخية والقيمة النقدية أو الأدبية. ونحن نتناول في دراستنا هذه عملا نقديا نحا منحى تاريخياً في دراسته للرواية؛ وهو بحث الدكتور سلطان القحطاني: الرواية في المملكة العربية السعودية -نشأتها وتطورها-، وقدم نظرة شاملة لنشأة الرواية وتطورها وقالبها الفني، للوقوف على مقاربته النقدية للرواية السعودية. يصل الدكتور القحطاني الرواية بسياقها التاريخي، فيربط بين تطورها والتحولات التي طرأت على الثقافة في المملكة العربية السعودية من التأسيس إلى العام 1989. وسينصب اهتمامنا على الجسر الرابط بين النص الأدبي والناقد، لنقدم قراءة جديدة في ضوء العمل النقدي المدروس مع ما يترتب عن ذلك من اتفاق أو اختلاف مع الناقد الأول. ولعل تحديد منهج الدراسة تشوبه صعوبات في حال نقد النقد، ففي حين يكون المنهج النقدي أداة كشف في تحليل الخطاب الأدبي وفي سبر أغواره، فإن الأمر حينما يتعلق بالخطاب النقدي، وبالخوض في إشكالية المناهج ذاتها قد يكون مختلفاً جدا، إذ يصعب على الباحث الركون إلى منهج بعينه، يتكئ عليه لفهم هذه الإشكالية وحلها، أو لفهم مناهج أخرى وتقويمها، ومع هذا فقد ارتأيت تطبيق المنهج الوصفي التحليلي في دراستي هذه، ولكني لن اكتفي بمجرد وصف المادة النقدية، وإنما سأحاول النفاذ إلى جوهرها لاكتشاف الاتجاهات والمناهج المتحكمة في قراءة الباحث الناقد للرواية السعودية.
|