المؤلف الرئيسي: | بابكر، مأمون أحمد عبدالقادر (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | الطيب، عز الدين مالك (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
موقع: | أم درمان |
التاريخ الهجري: | 1436 |
الصفحات: | 1 - 161 |
رقم MD: | 791396 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة ماجستير |
الجامعة: | جامعة أم درمان الاسلامية |
الكلية: | كلية الدراسات العليا |
الدولة: | السودان |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
كنت قد عقدتُ العزم على دراسة المنتجات المالية الإسلامية ومعرفة آثارها على الصناعة المالية المعاصرة، إذ أن هذه المنتجات تزداد أهميتها يوماً بعد يوم، وذلك للطلب المتزايد عليها محلياً وإقليمياً ودولياً. والمقصود بالمنتجات المالية الإٍسلامية هي الخدمات والصيغ التمويلية التي تقدمها المصارف الإسلامية لعملائها. وتشمل هذه المنتجات، منتجات المشاركات وهي التي تكون شراكة بين المصرف وبين العميل، إما بأن يكون رأس المال مناصفة أو حسب النسبة، وهي صيغ المشاركة بأنواعها. أو بأن يكون رأس المال من المصرف، والجهد والعمل من العميل وتسمى هذه الصيغة بالمضاربة. وتشمل المنتجات المالية الإسلامية كذلك منتجات المداينات، وهي التي تُنشيء ديناً في ذمة العميل. بمعنى أن يكون المصرف دائناً والعميل مديناً، كمنتجات بيع المرابحة، وبيع التقسيط، والإجارة، والاستصناع، والسلم، والتورق، وبطاقة الفيزا الإئتمانية. وحيث أن البحثُ في المنتجات المالية الإسلامية هو بحث في مستجدات لا حصر لها، ولا يمكن بحال الإحاطة التفصيلية بها؛ لذا فقد حصرت بحثي في جزء منها وهي منتجات المداينات، والتي لم يكن اختياري لها عشوائياً، وإنما لأنها الأكثر انتشار في المصارف الإسلامية، ولأنها الأكثر تأثيراً على المصرفية الإسلامية، وعلى إقتصاد الدولة، وعلى المجتمع، وبالتالي على الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة. وقد انتخبتُ بعض المصارف الإسلامية؛ لدراستها والتطبيق عليها، ومن هذه المصارف بنك فيصل الإسلامي السوداني، ومصرف الراجحي السعودي. وكان هدفي من اختيار هذين المصرفين هو أنهما يمثلان بئتين مختلفين، وفي دولتين متباينين إقتصادياً. إحداهما تمثل اقتصاداً متواضعاً، ومتوسط دخل الفرد فيها متدني، والأخرى دولة نفطية مستقرةً اقتصادياً، ومتوسط دخل الفرد فيها عالٍ جداً مقارنةً بالأولى. ويجدر بنا هنا الإشارة إلى أن المصرفية الإسلامية ـ بشكلها الحالي ـ جاءت وليدة العصور المتأخرة؛ ولم تكن معهودةً لدى أسلافنا، بل نشأت من أجل أسلمة المصرفية التقليدية الربوية، التي سيطرت على العمل المصرفي في العالم الإسلامي ردحاً من الزمن. فالهدف الأساسي والمطلب الرئيسي من إنشائها هو أسلمة الصناعة المالية التقليدية الربوية السائدة في العالم الإسلامي حينها، والتي كان جوهرها التجارة في النقود والديون، لتجعل الغني يزداد غنىً، والفقير يزداد فقراً. كما قامت هذه المصرفية الإسلامية على تحقيق الربح العادل، وتحَرِّير المسلم من نزعة السلبية التي يتسم بها المودع لماله انتظاراً للفائدة. وقد قطعت الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة شوطًا بعيداً في هذا المجال عمومًا؛ لاسيما من حيث معالجة المسائل والقضايا المستجدة التي لم يسبق معالجتها سابقًا. ومع كل هذه الجهود العظيمة، والإنجازات الضخمة التي تحققت؛ إلا أن هناك بعض المسائل التي أثيرت حولها في الآونة الأخيرة نقاشات كثيرة، وتباينت فيها أراء المختصين ما بين مؤيد لها ومعارض، ولم يحسم أمرها بعد، ومازالت تحتاج إلى مزيد بحث ونظر. من هذه المسائل الملحة والقضايا المهمة مسألة الإقبال المتزايد على التعامل بمنتجات المداينات في المصرفية الإسلامية ـ سواءً كانت مصارف إسلامية أم نوافذ إسلامية في مصارف تقليدية ـ وغلبة استخدام هذه المصارف لعقود المعاملات التي تنشئ ديوناً بمجرد إبرامها. وتبرز أهمية هذا البحث في أن منتجات المدينات أصبحت أكثر الصيغ شيوعاً في النظام المصرفي الإسلامي. وصار التمويل بهذه المنتجات بديلاً للتمويل الربوي منذ الثلث الأخير من القرن الماضي. أما مشكلة البحث فتكمن في تعدد وجهات نظر الباحثين والمختصين في المصرفية الإسلامية بشكل عام، وفي التمويل الإسلامي حول منتجات المداينات بشكل خاص. وخلاصة هذا الخلاف أن النقد الموجه إلى المصرفية الإسلامية خلال المرحلة الفائتة من عمرها في كونها تحولت من التمويل بمنتجات المشاركات ـ التي هي روح المصرفية الإسلامية ـ إلى التمويل بمنتجات المداينات. الأمر الذي جعل المصرفية الإسلامية تخرج عن مسارها الذي رُسم لها، وعن ما أراده لها رواد ومفكري الصيرفة الإسلامية المعاصرة. ونشأ عن ذلك عدة أسئلة نذكر منها: هل يناسب التمويل بمنتجات المداينات طبيعة المصارف الإسلامية وأهدافها؟، وما هي أسباب توسع المصارف الإسلامية في التمويل بمنتجات المداينات؟، وما هي أسباب إقبال العملاء عليها؟. وما هو أثر تركيز المصارف الإسلامية على التمويل بمنتجات المداينات على الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة؟. أما فرضيات البحث فيمكن تلخيصها في أن المصارف الإسلامية تعتمد بشكل أساسي على أسلوب التمويل بمنتجات المداينات، وتوجه معظم عملياتها المصرفية نحو التمويل المحدّد العائد، وليس الاستثمار القائم على المشاركة في الربح والخسارة، نظراً لانخفاض عامل المخاطرة، وارتفاع هامش الربح. كما أن من الفرضيات أن التمويل بمنتجات المداينات له آثاره الإيجابية؛ حيث يحقق قيمة مضافة للاقتصاد، فهو يعمل على إشباع حاجات العملاء من السلع والحاجيات، وينشط التجارة الداخلية والخارجية، ويدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة. وقد استخدم الباحث في منهجية هذا البحث المنهج التاريخي الوصفي التحليلي. واعتمدت على مصادر المعلومات الثانوية المتمثلة في التقارير السنوية والقوائم المالية للمصارف محل الدراسة. كما اعتمد البحث كذلك على المصادر الثانوية المتمثلة في المصادر والمراجع. أما فقد قسم الباحث هذا البحث إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. أما المقدمة فقد ذكر فيها الباحث منهجية البحث والدراسات السابقة. أما الفصول فقد قسم الباحث كل فصل منها إلى أربعة مباحث. فكان الفصل الأول عبارة عن دراسة نظرية عن منتجات المداينات، وفي هذا الفصل تحدث الباحث في المبحث الأول عن منتجات المداينات وتاريخها، وفي المبحث الثاني عن صور منتجات المداينات وأنواعها، وفي المبحث الثالث تحدث الباحث بإيجاز عن منتجات المشاركات. أما الفصل الثاني فكان عبارة عن دراسة نظرية أيضاً عن الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة، وفي المبحث الأول تحدث الباحث عن واقع الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة، ثم في المبحث الثاني عن أوعية الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة، عن المصارف الإسلامية في دولة السودان والمملكة العربية السعودية. أما الفصل الثالث فكان عبارة دراسة تطبيقية لمنتجات المداينات في المصارف السودانية والسعودية. وفي هذا الفصل تحدث الباحث في المبحث الأول عن منتجات المداينات في دولة السودان، وفي المبحث الثاني عن منتجات المداينات في المملكة العربية السعودية، أما المبحث الثالث فكان مقارنة بين منتجات المداينات ببنك |
---|