المستخلص: |
هذا البحث بعنوان "استدراكات الآلوسي على الطبرسي في تفسيره روح المعاني (جمعا ودراسة)". يراد به: إتباع الطبرسي قولا يذكره في بيان معاني القرآن الكريم, بقولٍ آخر يُصلِح خطأه, أو يكمِل نقصَه. وقد اشتمل البحث على دراسة أربعين استدراكًا للآلوسي على الطبرسي فى كتاب روح المعاني, في كثير من فنون العلم المتعلقة بالتفسير، من علم اللغة, والحديث, والعقيدة, والفقه, والقراءة وغير ذلك. وذلك من خلال المنهج الاستقرائي التحليلي, يتناول دراسة أقوال الطبرسي في روح المعاني, ثم الحكم عليها, وبيان الراجح في موضع الخلاف, مع الذكر لعدد من أقوال المفسرين مما له علاقة بموضوع الاستدراك. كما هو معلوم أن كلا من العالِمَـــين له مكانة علمية بين المتعلمين، وهما نجمان في ساحة العلم والفكر، لموسوعتهما العلمية فى جميع فنون العلم. ولكل منهما اهتمام بالغ بالتفسير، حيث إن للطبرسي تفسيراً للقرآن الكريم مسمى بـ "مجمع البيان فى تفسير القرآن". وكذلك الآلوسي، فله تفسيرًا للقرآن الكريم مسمى بـ "روح المعاني فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني". وكلا من التفسيرين لقيا قَبولًا وثناءً عند أهل العلم. وقد بين البحث من خلال هذه الدراسة استشهاد الآلوسي فى تفسيره بقول الطبرسي فى مجمع البيان، ووافق كثيرا على آراء الطبرسي في تفسيره، بل في كثير من مواضع؛ اكتفى الآلوسي بسرد قول الطبرسي فى بيان معنى الآية، أو إعراب الكلمة. ومع ذلك، فإن الطبرسي لم يسلم من الرد والاستدراك من الآلوسي فى مواطن عديدة بأساليب متنوعة. وقد يكون عاملا أساسيا يدفعهما إلى اختلافٍ في تفسير بعض آيات القرآن الكريم, هو اختلاف الإمامين في الاعتقاد, حيث كان الآلوسي سنيا، والطبرسي كان شيعيا إماميا. والبحث عن هذه الاستدراكات يزيد لنا خبرة في العثور على الأدلة التي تثبت أيّاً من الرأيين أصح وأقوى. والوقوف بين آرائهما التفسيرية يصقل عقليتنا، ويوسع آفاق فكرنا. يرجى هذا البحث أن يعود بفوائد حسنة إن شاء الله في جانب الدراسات التفسيرية بكافة فروعها.
|