| المستخلص: |
يرى الباحث أن عزل أبي نواس عن مناصبه الحكائية المتوارثة، والمسرفة في اصطناع ما تحلو به الحكايات، وعن صورته المستقرة في الأذهان من خلال تلك الحكايات، كل ذلك يمثل ضرورة منهاجية لقراءة النصوص مجردة، ضمن سياقاتها الإنسانية الطبيعية، وظروفها التاريخية المعروفة، ومحيطها الثقافي المدعوم بالقرائن. ذلك أن جعل النص في سياقه أمر ضروري منهاجيا من أجل قراءته، شريطة أن يكون السياق سياقا حقيقيا، لا سياقا متخيلا، أو يغلب على الظن بطلانه، وأن تكون القراءة قراءة إسقاطية للسياق على النص، وقبل ذلك أن تراعى في القراءة طبيعة الجنس النصوصي الذي ينتمي إليه النص، فلا تقرأ قصيدة شعرية على أنها خبر تاريخي أو سيرة ذاتية. عبر هذه المقاربة يحاول الباحث أن يقدم مشروعي تأمل واستدراك: الأول يهدف إلى تقديم قراءة جديدة في شخصية أبي نواس وتراثها، والآخر إلى عرض نموذج نقدي في إشكالية القراءة، وكيف يمكن للقارئ أن يصبح شريكا حقيقيا في إنتاج النص، لا رهين إملاءات النص الظاهرية، أو إملاءات سياقاته غير المحققة؛ وذلك لكي يتكامل فعل النص بفعل القراءة، وفق ما يراه (فولفانج أيسر Wolfgang Iser) في اشتراطات القراءة الناضجة.
In order to read Abu Nuwas's poetry, the researcher believes we need to focus on the texts, to avoid vulnerability to certain stereotypes about the poet's life. Reading the text in its context is an essential methodical way to understanding it, provided, however, that the context must be a real context, not an artificial context. We must also take into account the nature of the literary genre, so as not to read a poem as a historical story or biography. Thus, the goal of this research is to: 1) provide a new reading of the character of Abu Nuwas and his heritage, and 2) display a model of “problematics” of reading, according to Wolfgang Iser’s theory about the requirements of mature reading.
|
