المستخلص: |
إن قصيدة الرصافي من القصص الاجتماعي، تتضمن فكرة رئيسة تتحكم في المجال، الدلالي العام الممثل الحزن والألم؛ حيث حكى فيها قصة امرأة بائسة تفطر لها قلبه حزنا وألما، وكل المواقف السردية التي تتشاكل في نسيج القصيدة القصصية عند الرصافي، إنما تسعى إلى تكريس هذه الفكرة، بحيث نجد أنفسنا أمام لحظات سردية على مستوى كل من البنية السطحية والبنية العميقة، تفضي إلى دلالة واحدة غالبة توحد بين أجزاء النص، وتنبني علي أساس تقنية الوصف التي ينجز الشاعر عبرها رؤيته. وفي ضوء هذا الفهم، يمكن القول بأن التوجه إلى تأسيس البنية الشعرية للنص على السردية خيار رئيس. والحق، أن النص الشعري منذ وجد علي هذه الأرض، يحمل "توقع قراءته"، ويرسم ملامح قارئه، وهو ما جعل من أوليات القراءة الناقدة أن يتمثل الناقد زاوية نظر القارئ كما حددها المبدع نفسه، وكأن طبيعة النص هي التي تخلق قارئاً بمواصفات تتفق وطبيعة هذا النص، وحين يبدو النص الشعري أيضاً، استجابة لأمر محقق، أو صدى لصوت الواقع بمعزل عن الحلم؛ فإن للقاري أن يستشعر طعم الموات أو البيات في نسيجه. ومن هنا، فإن الدراسة لا تتعرض لقصيدة "الأرملة المرضعة" لمعروف الرصافي؛ بغيه اكتشاف شعريتها التي تعد أمرا مفروغا منه، وإنما تحاول تحديد درجة شعريتها في ضوء تداخلها النوعي؛ حيث إنها تجمع بين التشكيل الشعري والنزعة السردية، وليست شعريتها في بروز أحدهما على الآخر، وإنما في تفاعلهما، وهو ما تركز عليه الدراسة فليس من حكم أو استنتاج إلا بقدر ما تطرح هذه القصيدة بوجهيها الشعري والسردي؛ في محاولة تفهم طبيعة العلاقة بين هذين النمطين من أنماط الخطاب الأدبي والتعرف على الآليات الفنية التي تهيئ للشعر أن ينبني على السرد من جهة، وأن يحافظ على طاقته الشعرية كاملة من جهة أخرى.
Since poetic text existed on earth, it has carried the expectation of reading it and drawn the features of its reader. This made it a priority for a critic to assume the reader's view as set by the author himself as if the nature of the text is what creates a reader having specifications that are compatible with the nature of this text. When a poetical text seems to be a response to a confirmed and certain thing, or an echo of reality away from dreaming, the reader tastes death or inactivity in its texture. Thus, the present study investigates the poem "The Nursing Widow" not to discover its poeticality, which is an undisputable fact, but rather to attempt to identify the degree of its poeticality in the light of its generic overlap, as it combines the poetic form and the narrative tendency. Its poeticality does not lie in the prominence of one over the other, but in their interaction. This is what the present study focuses on. It does not make a judgment or a conclusion insomuch as what this poem, with its poetic and narrative aspects, presents in an attempt to understand the nature of the relation between these two types of literary discourse and identify the techniques that disposes poetry to be based on narration on the one hand and to maintain its entire poetic energy on the other.
|