المستخلص: |
تعد الحروف ثالث ثلاثة , فهي تمثل مع قرينيها (الاسم والفعل) اللبنات التي يبنى بها الكلام . ومعرفة معاني الحروف أداة مهمة من أدوات المفسر, إلا أنه غير كاف للوقوف على الأسرار الإعجازية , والنكات البلاغية , واللطائف البيانية , وفهم عميق لدلالات وأسرار الحروف في القرآن الكريم , إذ لا بد من الإبحار في علوم العربية على اختلاف أصنافها , ويجب العناية بالكلمة بجميع أجزائها . لذلك فسّر العلماء عامة في أوجه استعمال حروف الجر تفسيرين : أحدهما وقوع التناوب بين هذه الحروف بعضها مكان بعض , وإبقاء الفعل على معناه , وهو قول أغلب الكوفيين , والآخر : امتناع تناوب حروف الجر بعضها في موضع بعض , لكنهم لجؤا حينئذ إلى الفعل وقالوا بتضمينه معنى فعل آخر. فجاءت هذه الدراسة لتبقي الحرف على أصله دون إنابته عن غيره , وكذلك إبقاء الفعل على معناه دون تضمينه معنى فعل آخر , ومن ثم التأمل في سرّ إيثار الحرف على غيره , وعلى الرغم من أن الدراسة اختصت بالحرف (في) , إلاّ أنّ ذلك لم يكن مانعا من الاستشهاد - من كتب القدماء والمحدثين - بالعديد من الآيات التي ساقها المجوزون على وقوع التضمين , وكذلك التي استدلوا بها على صحة نيابة بعض حروف الجر عن بعضها , وبعدها مواضع التحليل والتأويل تأويلا سائغا ًبعيدا عن التكلف والتعسف . والقائلون بالتناوب جعلوا لــ (في) عشرة معان وهي : الظرفية , والمصاحبة , والتعليل , والاستعلاء , ومرادفة (الباء) , ومرادفة (إلى) , ومرادفة (من) , والمقايسة والتعويض , والتوكيد . وأبقت هذه الدراسة المعنى الوحيد لــ (في) وهي الظرفية , أما المعاني الأخرى فلم يتفق الباحث عليها , وردّت القول بزيادتها في القرآن الكريم . واختتمت الدراسة بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث , وأبرز التوصيات والمقترحات .
|