المستخلص: |
بنهاية الحرب الباردة شهد السودان متغيرات في بيئته الاستراتيجية بمستوياتها المحلية والاقليمية والدولية ، والتي ترافقت مع مشكلات بنيوية تعرض لها السودان منذ استقلاله عام 1956 . هذه المتغيرات خلقت حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني ، وأثرت على مسار تنفيذ خطط التنمية الشاملة والمتوازنة ، وعلى تعقيد الوضع الاجتماعي ، لذلك أجريت هذا البحث للتعرف على أهم المتغيرات والعوامل المتحكمة التي أثرت على الأوضاع في السودان ونتج عنها مشكلات وتحديات ومهددات داخلية وخارجية للأمن الوطني السوداني . كما حاول البحث التعرف على الجوانب المفاهيمية والتطور الذي حدث لمفهوم الأمن القومي من مرحلة التركيز فقط على الأبعاد العسكرية والسياسية والدبلوماسية ، الى تضمينه أبعاد جديدة أكثر شمولية تحاول استيعاب المستجدات التي طرأت على القضايا والمهددات التي مثلت تحديات جديدة للأمن القومي . اتبع البحث المنهج التاريخي الذي ساعد في رصد ووصف الوقائع والأحداث التي مر بها السودان بجانب اعتماد المنهج الوصفي التحليلي (تحليل المضمون) ، لاعطاء تفسير للمواقف الداخلية والخارجية التي واجهت السودان ، وتحديد المتغيرات والعوامل المتحكمة والمؤثرة على الأمن القومي السوداني . ان التحديات الخارجية وعلى رأسها الدور الأمريكي والدول الغربية المتحالفة ، واسرائيل ، والوضع الاقليمي ، والحصار الاقتصادي ، واستغلال مجلس الأمن الدولي ، والمنظمات الحقوقية ، والوجود الأجنبي بشقيه المدني والعسكري ، والمحكمة الجنائية الدولية ، والمنظمات التطوعية الأجنبية ، والاعلام الدولي ، قد تفاعلات مع المهددات الداخلية وعلى قمتها قضية جنوب السودان ، والوضع في دارفور ، وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، وضعف البناء الحزبي ، والمشاكل الاقتصادية ، وتردي الخدمات ، والمشاكل المتصلة بأمن الحدود ، والأمن البيئي والثقافي والصحي والاجتماعي ، واللجوء والنزوح ، والبطالة والفقر ، والاعلام ، والمياه ، والمخدرات ، والارهاب ، والتطور في أنماط الجرائم المحلية والعابرة والمنظمة والخطرة ، كل ذلك مثل تحدي حقيقي للأمن القومي السوداني ، ولمواجهته لا بد من اعتماد استراتيجية أمنية شاملة ومستدامة تجمع بين الأمن الوطني والأمن الانساني والأمن الجماعي .
|