المستخلص: |
هدفت الدراسة إلى تحديد بعض المفاهيم الخاصة بالمشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة والديمقراطية التشاركية، وكذا المقصود بالمجتمع المدني. وتناولت الدراسة بالبحث والتحليل أوجه القصور التي تعاني منها آليات النظم الديمقراطية والممثلة في آلية الانتخابات بشكل رئيس، والتي دعت إلى البحث عن آليات جديدة في ظل الحوكمة يكون فيها للمواطن دور محوري في الشأن العام. وقد ركزت هذه الورقة على دوره كفاعل رئيس في صنع القرار ومن ثم صياغة السياسات، وكذا في مساءلة الأجهزة الإدارية للدولة. وجدير بالذكر أن تحقيق تلك المشاركة الفعالة من قبل المواطنين لابد أن تكون قد مرت بالمراحل التالية، والتي يوضحها ما يطلق عليه "تدرج المشاركة المجتمعية." حيث: تكون المشاركة في صورها البدائية ممثلة في مجرد التعهد من قبل الجهة الحكومية بإعلام المواطن (Informing) بالمشكلات التي يواجهها صانع القرار والبدائل المتاحة، ثم تتدرج المشاركة لتأخذ صورة الاستشارة (Consult) للتأكيد على أهمية تجميع الآراء فيما يخص ما طرح من سياسات وبدائل. المرحلة الثالثة تتمثل في التضمين (Involve) والتي تسعى للتفاعل المباشر مع العامة بشكل مستمر للتأكيد على أخذ الاهتمامات والمشكلات العامة في الاعتبار والتأكيد على التفهم الجيد لها. المستوى الأعلى يتمثل في التعاون (Collaborate) وفيه يتحقق التنسيق مع العامة ممثلين في تنظيماتهم المدنية في جميع عمليات صنع القرار واقتراح البدائل وتحديد البديل الأفضل. المرحلة الخامسة والأخيرة التي يحددها التدرج تعرف بالتمكين (Empower) وفيها يكون للمواطن الحق الأصيل في اتخاذ القرار النهائي والإلزام بتنفيذه (International Association for Public Participation). وهكذا نجد أن موضوع البحث يتفق مع الخطوة قبل الأخيرة في سبيل تمكين المواطن والتي يتعاون فيها المواطن بتنظيماته ومؤسسات المختلفة في صنع القرار وينسق مع الأجهزة الرسمية من أجل الرقابة والمساءلة عن تنفذه. وجدير بالذكر أن هناك من يستخدم على نحو الترادف مفهومي الشراكة Participation والتضمين Involvement باعتبارهما أدوات لتمكين المواطن من المشاركة (David Campbell, 2010: 309) Engagement . وكما تبين من البحث أن هناك ضوابط لمشاركة المجتمع المدني، وكذا هناك مؤشرات عدة يمكن استخدامها لتقييم مستوى الشراكة. وقد تبين لنا من خلال دراسة تجربة الاتحاد الأوروبي ضرورة أن يتم تضمين المجتمع المدني في شكل تنظيمي أو مؤسسي لكي تتحقق الفاعلية من عملية المشاركة. كما يتم تناول آليات وأدوات مختلفة لتحقيق الشراكة بالنسبة لمتغيري الدراسة (صنع القرار والمساءلة) من واقع الخبرات الدولية. ولكن النقد الدائم الذي يوجه لتلك الأدوات- كما ذكر قبلاً- أنها قد تشجع على التداول أو المشاركة ولكنها غير ممثلة. والعكس صحيح؛ أي أن بعضها قد يكون ممثلاً، ولكنه لا يعبر عن المشاركة. ومن ثم يتمثل التحدي هنا في إعادة صياغة العلاقة بين المواطنين من جهة الخبراء وصناع القرار في الجهاز الإداري من جهة أخرى. ويكمن الحل كما تشير النظريات الديمقراطية الحديثة، في تفعيل المواطنة واعتبارها نوعاً من العمل العام. فبدلاً من النمط التقليدي للعلاقة التي تنظر للفرد كطالب للخدمة، وأن الموظفين العموم هم الخبراء وهم من يتولون حل مشكلاته نيابة عنه؛ فإن المواطنة الفعالة تمكن المواطنين من التفكير لأنفسهم وبأنفسهم، بحيث يتمكنون من طرح المبادرات التي تلائمهم، وكذا تخصيص الموارد اللازمة لتفعيلها على أرض الواقع. وهذا يستلزم الأمر تقوية وتمكين المواطنين من أخذ القرار بالأصالة عن أنفسهم وتحملهم تبعات هذا القرار، بمعنى خضوعهم للمساءلة. إن هذا التوجه لا يعني التقليل من شأن عنصر الخبرة، ولكنه يلفت النظر إلى عملية ديناميكية للمشاركة تحتل فيها مساهمات المواطنين وآراؤهم الأولية باعتبارها موارد جديدة لحد المشكلات وباعتبارها تعزيزاً للقدرات المؤسسية للممارسات التشاركية (Boyre And Kari, 1996: 24). وأخيراً لابد من التأكيد على أهمية المشاركة المجتمعية كفكرة وممارسة في ظل ما تشهده الأمة العربية من زخم في الحراك السياسي الذي كان من أبرز صوره القوة التي اكتسبها المجتمع المدني في مواجهة الحكومات المختلفة التي تمكنه من المشاركة الفعالة في صنع سياساته وتحديد حاضره ومستقبله، مع مراعاة ضوابط المشاركة الفعالة في صنع سياساته وتحديد حاضره ومستقبله، مع مراعاة ضوابط المشاركة الفعالة ومع مراعاة ما قد ينجم عنها من مثالب إذا تم استغلالها لتحقيق مآرب شخصية أو على نحو يسيء إلى استقرار الوطن.
There is a great argument in academic literature over the implications of governance from the standpoint of the relation between governments and their societies. The new relation involves civic engagement as a cornerstone that enhances the legitimacy of democratic process. Civic engagement in international experiences proved to play a very important role in activating effective decision making and accountability through enhancing the readiness of citizens to accept public policies; thus enhancing the legitimacy of governance output. Accordingly, the paper tries to elaborate on the meaning of governance and civic engagement and its origins. It tries also to investigate the impact of civic engagement on decision making and accountability from international perspective, exploring, thus the different tools used for effective engagement in the two fields that represent the focal defendant variables of the study- decision making and accountability. Worth mentioning is the special concern that this paper gives to the experiment of the European Union, and this could be justified by the redundancy of academic writings that analyzed the role of civic engagement in enhancing the effectiveness of the European Commission in making decisions and activating public accountability in order to increase its legitimacy. The paper ends up with some suggestions concerning the requirements of strong civic bond that represents the essence of effective engagement. Also the researcher suggests the necessity of building a dynamic participation in which citizens’ opinions are perceived as new resources for problems solving and as an enforcement of institutional capacity of participatory practices.
|