ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تأثير ابن خلدون في الفكر السياسي العربي المعاصر

المصدر: اللغة العربية
الناشر: المجلس الأعلى للغة العربية
المؤلف الرئيسي: زيكي، علي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع27
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2011
الصفحات: 253 - 274
DOI: 10.33705/0114-000-027-013
ISSN: 1112-3575
رقم MD: 795124
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

79

حفظ في:
المستخلص: رجوع المصلحين المسلمين خلال الفترة الاستعمارية إلى ابن خلدون يحمل دلالة علمية وحضارية معنوية وأيديولوجية. إنهم أرادوا أن يجعلوه كالوسيط أو الشفيع لدى عامة المسلمين المخدرين بشتى أنواع التخدير الديني والإيديولوجي، الفاقدين لذاكراتهم لكونهم عاشوا على هامش التاريخ في شبه غيبوبة زمنية تامة كما يقول الشيخ البشير الإبراهيمي، والحذرين بل والمتخوفين من كل ما هو غربي أو يشبهه قليلا أو كثيرا. وكأن تذكير الناس بماضيهم الغني بإنتاجه العلمي، السياسي منه بالخصوص، يسهل الممارسة السياسية وتلقينهم أصولها وقد ارتوت من المصادر الأصلية واغتنت بتجارب الغير. وإذا ما ارتكز كل هذا العمل على أطر عقلية ومفاهيم لغوية وانسجم كل ذلك مع التصور الإسلامي العام للكون والإنسان زال حذر الناس وخوفهم من "خطر" هذا العلم واستزادوا من طلبه وأقدموا على النظر والاعتبار والنقد والمقارنة بين واقعهم وظروف غيرهم، ولو دب مثل هذا الرقي في المجتمع لرجعت إليه الحياة واسترجع الناس ثقتهم بأنفسهم وبماضيهم الزاخر إمكانيات حضارية معتبرة يمكن أن تساهم في النهوض بالمجتمع بكيفية إيجابية لو وظفت توظيفا دقيقا. وهذا يؤكد لنا أن ابن خلدون ما يزال معاصرا لنا يساعدنا على مواجهة الواقع والتطلع إلى المستقبل وقد تخلصنا من بعض المواقف السلبية السالفة الذكر. وفي جميع الأحوال فإن ميادين البحث التي افتتحها ابن خلدون والموضوعات التي دشنها والمنهجيات التي اقترحها لمعالجها، والنتائج المستخلصة منها، بقيت "أرضا بورا" خصبة، ما فتئت تستنهض من يزيل غبار الزمان المتراكم عليها، ينفخ فيها روحا جديدة ونفسا شابا وراهنا، يخض العقل المسترخى والمبتور الماضي والإرادة المعطلة لمواجهة الواقع المتردي في جميع الميادين. فنظرات ابن خلدون حول فلسفة التاريخ والعمران البشري وجدلية الحركة المجتمعية القائمة على العصبية ودورها الحيوي في السيرورة والصيرورة التاريخية، وسوسيولوجية المعرفة كل ذلك يمكن أن يغذي أكثر من دراسة جادة ورائدة وتظل نابعة من الواقع المجتمعي وليست مستوردة من ظروف المجتمعات التي أفرزتها. إن إقحام الحركية المجتمعية للعالم العربي الإسلامي لحد تعنيفها للإندراج في مفهوم الطبقية بالمعنى الماركسي لا يفضي إلى أية نتيجة نظرية تطبيقية متلائمة مع الواقع المدروس. هل يمكن أن نجعل ابن خلدون ماركسيا ورغم أنفه كما ظل يلهث أكثر من "باحث" في هذا المسعى اللامجدي؟ ألا يمكن أن ننظر إلى واقعنا بأعيننا نحن وليس أعين ماركس أو غيره وهم كثيرون؟ كل هذه الأفكار مطروحة ومدروسة بكثير أو قليل من الجدية ولكن النتائج المستخلصة ظلمت دون طموحات وآمال ابن خلدون في فهم المجتمع وعقلنته. ونقول في الأخير بأن ما تبقى من المشروع الخلدوني الشامخ والخصب ليس ما أنجزه هو بل ما نحن مطالبون القيام به حتى نكون ورثته الجديرين به. ويبدو لنا أن أصوات ابن خلدون المستصرخة لم تجد بعد الآذان الصياغة لها وظل السبب في ذلك غامضا وأن الحل لا يأتي من هذه الدراسة المحددة في وضعها وزمانها. فهل من مجيب؟

ISSN: 1112-3575

عناصر مشابهة