ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اللغة العربية في أوطانها وخارجها : مؤهلات ورهانات

المصدر: اللغة العربية
الناشر: المجلس الأعلى للغة العربية
المؤلف الرئيسي: ولد خليفة، محمد العربي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع28
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2012
الصفحات: 11 - 28
DOI: 10.33705/0114-000-028-002
ISSN: 1112-3575
رقم MD: 795311
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

29

حفظ في:
المستخلص: -العربية هي اللغة الأولى بين العرب المسلمين وغير المسلمين، وهي لغة أولى أو ثانية عند الكثير من المسلمين في مختلف القارات من المهاجرين والسكان الأصليين، غير أن هذا الانتشار الواسع لا تسانده سياسة لغوية يمكن أن تنطلق أساسا من دول المنطقة وجامعتها العربية التي أصدرت سنة 1964 لائحة ميثاق الوحدة الثقافية التي بقيت بعد حوالي نصف قرن في حدها الأدنى وهو الاتفاقات الثنائية ومناسبات عواصم الثقافة العربية. -من المفيد تأسيس منظمة للمستعربين أي الناطقين بالعربية لغة أولى أو ثانية، وهم يعدون بمئات الملايين بهدف تعزيز انتشار العربية وأدبياتها وفنونها بمنأى عن السياسات والإيديولوجيات القطرية. -إن العناية باللغة بهدف تهيئتها ونشرها، لا يكون فقط عن طريق مراسيم وقوانين بما فيها دستور الدولة، على أهمية تلك القوانين في فتح الباب والتعريف بالطريق الصحيح الذي يعلن عن إحدى العلامات المميزة في البطاقة الشخصية للشعب والأمة. - إن الرهان الحقيقي ينبغي أن يكون على تحديث اللغة، وخاصة في مجالات المعرفة والتكنولوجيا، إن الكثير من النخب التي تكونت في تلك المجالات في نصف القرن الأخير في داخل أوطانها أو خارجها، تكونت باللغات الأجنبية وخاصة الإنكليزية والفرنسية وهم في أغلب الأحيان يعملون أو يعلمون بها، وهو ما أدى إلى انشطار بين قسم كبير من النخب وعامة الشعب وانحسار المعرفة وعدم انتشارها بين سكان المدن والأرياف. - العربية هي اللغة الموحدة وليس الواحدة في بعض الأقطار العربية، ولكي تقوم بدور التوحيد الثقافي للثقافات والألسنة الفرعية، فإنه من المفيد لها أن تكون جاذبة وليس طاردة، فاللغات الأخرى تعبر عن التنوع والخصوصية الثقافية المحلية، ولها صلات وثيقة بالتراث العربي الإسلامي ولم تعرف في عصور الازدهار الإسلامي في بغداد والقاهرة وفاس وبجاية الحمادية والقيروان أي إقصاء. - ينبغي التأكيد على أهمية الجهود التي تبذلها منظمة اليونسكو للمحافظة على لغة الأم غير المكتوبة وقليلة الانتشار عن طريق تعلمها وإحياء تراثها في مشروعها لتعليم اللغات المهددة بالاندثار Schooling in indigenous langages إن ضياع لغة كما يقول نيلسون مانديلا هو خسارة كبيرة لجزء من تاريخ الإنسانية وتراثها. - يتضمن إحياء العربية إصلاح تعليمها وربطها بالحياة العملية للمتعلم وبالاحتياجات الاقتصادية والفنية (أشكال الترفيه الحديثة) ثم توطين المعرفة بها، ولا شك أن الترجمة من المداخل المفضلة لنقل الرأسمال المعرفي والتكنولوجي إليها، وهو ما يتطلب إتقان شرائح من النخبة للغات التي تعتبر منابع للمعرفة، ولا شك أن التغلب التدريجي على الفجوة العلمية والتكنولوجية ينبغي أن يسبقه أو يتزامن معه تحديث اللغة والتغلب على الفجوة اللسانية، في عالم يعيش عولمة فوقية أدت إلى مزيد من تهميش الثقافات المحلية وألسنتها وإضعاف وحدتها الوطنية وإشعال حرب الهويات القاتلة في تعبير المبدع اللبناني أمين معلوف. إن مستقبل اللغة العربية وثيق الصلة بالدالات الثلاثة التي أشار إليها الفيلسوف محمد أركون وهي أن تكون لغة دين ودولة ودنيا، وهي مسؤولية تقع على عاتق النخب العالمة والسياسية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

ISSN: 1112-3575