ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المفارقة في شعر بشار بن برد

المصدر: مجلة كلية دار العلوم
الناشر: جامعة القاهرة - كلية دار العلوم
المؤلف الرئيسي: أحمد، نور الدين زين العابدين متولي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع82
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: اكتوبر
الصفحات: 401 - 476
ISSN: 1110-581X
رقم MD: 798049
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

76

حفظ في:
المستخلص: إن بشارا شاعر فذ استطاع أن يستعيض عن حاسة البصر بحواس أخرى منها الأذن واللمس، وحواسه المختلفة لتكون معادلا جسديا ورمزيا يصرخ به في وجه من يذمه في خلقته وأخلاقه، كما أنه ارتسم لنفسه وخط بيده وبصيرته مذهبا فنيا اختلف به عمن سبقوه، وكان به إماما وهاديا لمن لحقوه، وما يمكن أن نصرح به كذلك أن المفارقة عنصر مهم ولا يمكن إنكاره في شعر بشار سواء من الناحية اللفظية؛ أي على مستوى الألفاظ المشعة الدلالة في البيت الواحد، أو عبر النص أو السياق الكلي. ومهما يكن من أمر فإن المفارقة مع تعدد أنواعها وأنماطها حسب العصر والزمن، فإنها لازمته ملازمة فقدانه بصره، وحري بنا في هذا المقام الختامي أن نركز ونؤكد على أن بشارا هو من أوائل من أرسوا مفهوم المفارقة على المستوى التطبيقي ولا نقول على المستوى النظري، لأننا غالبا ما نلحظ أن فقدان بعض الصفات الحسية في الإنسان تجعله يتغول على الآخرين؛ إذ إن كل ذي عاهة جبار؛ لأنه يمتلك من القدرات التي قد يفتقدها غيره من الأنداد، فهو يحاول من خلال افتقاده لتلك الصفة ان يصب جام غضبه على كل من حوله إما الإبداع أو الابتداع أو بالخروج عن المألوف، ولا يملك النقاد في نهاية المطاف إلا إقرار ما أفرزته قريحة هذا الشاعر أو ذاك وتجربته بناءً على إحساسه الداخلي الذي يعد هو المقوم والمقيم الأساس في بناء صرحه الأدبي، وتزيين عرش نظمه بما شاء وأملته عليه قريحته. إذن، فالمفارقة عند بشار كانت تبحث عن الصفاء النفسي والولوج في أعماق النفس البشرية للوقوف على ما يتهددها، ويؤرق مضجعها هادفة إلى تلمس الحقيقة وإدراكها في عالم مشحون بالتناقضات التي لا يتمكن من فك شفراتها والجمع بين شتاتها إلا شاعر يمتلك أدوات المزج التام -قدر المستطاع- بين البنى اللغوية التي يستطيع استخدامها، وكذلك البنى التفكيرية التي ينشغل بها ويبتغي من وراءها التعبير عن خلجات نفسه وما يعانيه، ناهيك بذلك الشعور المسيطر عليه ليخرج لنا في النهاية بوتقة مؤتلفة العناصر والأركان، وتلك البوتقة لن تتجلى إلا بواسطة ناقد ناقذ البصر، قادر على سبر أغوار النص الذي حقر دهاليزه الشاعر.

ISSN: 1110-581X

عناصر مشابهة