ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الهوية أم المصلحة : من الذى يتحكم فى علاقات الدول الخارجية

المصدر: مجلة السياسة الدولية
الناشر: مؤسسة الاهرام
المؤلف الرئيسي: رجب، إيمان أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: س47, ملحق
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: اكتوبر
الصفحات: 5 - 25
ISSN: 1110-8207
رقم MD: 798552
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: حاولت هذه الدراسة بيان أهمية الهوية كمتغير يؤثر في العلاقات الدولية، ومحاولة دراسة تأثير هذا المتغير تكتنفها صعوبات مرتبطة بطبيعة المتغير ذاته، فمحتوى الهوية ليس من السهل تحديده، وكيفية تأثير الهوية في قرار السياسة الخارجية "من الصعب" ضبطته. ورغم وجود محاولات لتطوير إطار تحليلي لتحليل تأثيرها، مثل الذي قدمته النظرية البنائية، خاصة إسهام اليسكندر ونت، فإن هذه القضية لاتزال تحتاج لجهد نظري كبير، حيث لاتزال هناك قضايا معلقة حول تأثير الهوية في العلاقات الدولية. ومن ذلك السؤال الخاص بمتي يتعاظم تأثير الهوية في السياسة الخارجية؟، ومتى سنعرف أن الهوية مهمة؟، حيث لم يوفر أليكسندر ونت، وهو صاحب الإسهام الأكبر في هذا المجال، إطارا تحليليا متكاملا. ويمكن رصد مجموعة من الملاحظات الخاصة بتأثير الهوية في العلاقات الدولية، تتعلق الملاحظة الأولى بأن الهوية في حد ذاتها قد لا تؤثر في علاقات الدولة الخارجية. وما يساعد على ذلك التأثير مجموعة من المتغيرات الموضوعية الكفيلة بجعل تأثير الهوية أمرا واقعا، خاصة عندما تتحول إلى أيديولوجية سياسية، وتتمثل في حالات اندلاع الثورات، خاصة عند جود قائد كاريزمى مثل آية الله الخميني، وفي حالات وجود هوية قوية. وتتعلق الملاحظة الثانية بأنه لا يوجد ما يفيد بكيف تؤثر الهويات غير المستقرة في العلاقات الدولية، وإلى أي مدى تؤثر الهوية في السياسة الخارجية إذا كانت هناك أزمة هوية؟ فالهوية كما يتم تعريفها في الخطاب ليست كيانات ذات حدود، فهي معتقدات يتم نشرها وإعادة نشرها، وقد تكون هناك درجة من التنافس بين الهويات المتعددة داخل الدولة الواحدة، مما يجعل من الصعب التعامل معها كأدوات تفسيرية. وقد اهتم جنيفر ستير لينغ فولكر، في دراسته عن تأثير الهوية في العلاقات بين تايوان والصين والولايات المتحدة، بتأثير الصراع الداخلي بين القوى السياسية داخل تايوان حول تحديد هوية الدولة، وتأثيره في علاقاتها مع الصين. وقد انتهى إلى أن النزعة الاستقلالية لتايوان لم تترجم إلى عداء مع الصين، أو قطع العلاقات الاقتصادية معها، أو إعلان الاستقلال القانوني مباشرة بأي ثمن. كما أن رجال الأعمال التايوانيين استفادوا من العلاقات مع الصين، ولذا ضغطوا من أجل الحفاظ على العلاقات معها. وسياسيا، رأى أنه يوجد توتر بين الصين وتايوان بسبب الهوية الإثنية، وباتت مسألة إعادة بناء هوية مستقلة لتايوان وتعزيز استقلالها المادي عن الصين، تتم من خلال تصوير الصين باعتبارها الآخر في مواجهة هوية تايوان الموحدة، حتى وإن شجع السياسيون فيها علاقات اقتصادية قوية مع الصين. كما انتهى إلى أن استمرار التنافس داخل الجماعات ذات الهويات المختلفة هو ما يقود الاعتماد المتبادل بين تايوان والصين. ولكن لاتزال محاولات تحليل هذا التأثير غير متبلورة. وتتعلق الملاحظة الثالثة بـ " حدود" تأثير الهوية في السياسة الخارجية، وهي مسألة تحتاج لمزيد من النقاش، خاصة عند ربطها بأنواع الهويات التي تحدث عنها أليكسندر ونت، حيث تعامل مع الهوية الشخصية للدولة على أنها اكتملت قبل الدخول في تفاعلات خارجية. ورغم أنه رأى أن هذه الهوية قد تتغير قبل تلك التفاعلات وبصورة مستقلة عنها، فإنه أغفل حقيقة أن تغيرها يمكن أن يتأثر بعلاقات الدولة الخارجية، وأن تغيرها قد ينتج عن تفاعل السياسة الداخلية مع الخارجية، وعن عمليات النقاش الداخلي. وتتعلق الملاحظة الرابعة بتأثير الهوية في تشكيل التحالفات. فالتعامل مع الهوية كمحرك لتشكيل التحالفات ولدعم التعددية الدولية، خاصة الهوية الجماعية، التي ناقشها ونت، يقلل من أهمية تأثير وجود صراع ما بين المصلحة الخاصة والمصلحة الجماعية، وكيف سيؤثر ذلك في علاقات الدولة الخارجية، وفى قرارها بالإنضمام لحلف ما دون غيره، كما أن وجود هوية جماعية لدولة ما لا يعني بالضرورة أنها ستتبع سياسات سلمية وتبتعد عن الحرب. فعلي سبيل المثال، جعلت الهوية الجماعية ألمانيا أقل سلمية، حيث تخلت عن كونها غير عسكرية وتسلحت، فكل هوية جماعية يمكن تعريفها ضد شخص آخر، وقد يؤدي ذلك إلى سلوك عدائي خارجي ضد الآخرين أو لصالح الآخرين. وتتعلق الملاحظة الأخيرة بطبيعة الدولة كفاعل دولي، وهي التي اهتمت الأدبيات بمناقشة تأثير الهوية في سلوكها الخارجي، بما في ذلك النظرية البنائية. ويمكن هنا القول إن تأثير الهوية في الدولة ربما يكون محدودا، مقارنة بتأثيرها في الفاعلين من غير الدول ذات الهويات المتمايزة identitary non state actors، ويرجع ذلك إلى اختلاف حسابات الدولة عن حسابات الفاعلين من غير الدول، وهذه من القضايا التي تحتاج لمزيد من التحليل والدراسة. إن تأثير الهوية بات حقيقة لا يمكن إغفالها في فهم التفاعلات الدولية، ولم يعد ممكنا تجاهل تأثيرها كما يرى بول جيلروي، ورغم ذلك، فإن تأثيرها له "حدود".

ISSN: 1110-8207
البحث عن مساعدة: 775302 629140 523633 781919