ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أزمة المشروع النقدي السعودي: المرصاد أنموذجا

المصدر: السجل العلمي للدورة الأولى من ملتقى النقد الأدبي: الخطاب النقدي في مراحله المبكرة
الناشر: النادي الأدبي بالرياض
المؤلف الرئيسي: المحسني، عبدالرحمن بن حسن (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2006
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: النادي الأدبي بالرياض - السعودية
التاريخ الهجري: 1427
الشهر: أبريل / ربيع الأول
الصفحات: 103 - 111
رقم MD: 801660
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

18

حفظ في:
المستخلص: الناظر في عملنا النقدي في فترة منتصف القرن الرابع عشر وما بعدها يقر بوجود محاولات نقدية جادة. وإن لم تتحول إلى مشروع له سماته. وهذا شأن العمل النقدي في المملكة عموما الذي لا يعدو أن يكون محاولات نقدية تطل من خلال مقالات أو رسائل علمية أو مداخل لمشاريع لا بلبث الناقد بعدها أن يبتعد عن العمل النقدي المضني والجاف إلى انساق الحياة البهيجة الأخرى. أما الإشكالية الأخرى التي تطرحها هذه الورقة. فهي تتصل بالسابقة بسبب. وتتمثل في غياب الآراء النقدية الأصيلة التي يمكن أن تجعل المشروع النقدي السعودي شيئا مذكورا ومختلفا. ومرصاد الفلالي نموذج على هذه الإشكالية. فالناقد حصيف ولكنه انطلق من منطلقات غيره. فجاء نقده موجها في الجملة. وتشير الورقة إلى شيء من المقاربة في المنهج والرؤية بين كتابي الديوان والمرصاد. الناظر في عملنا النقدي في فترة منتصف القرن الرابع عشر وما بعدها يقر بوجود محاولات نقدية جادة. وإن لم تتحول إلى مشروع له سماته. وهذا شأن العمل النقدي في المملكة عموما الذي لا يعدو أن يكون محاولات نقدية تطل من خلال مقالات أو رسائل علمية أو مداخل لمشاريع لا يلبث الناقد بعدها أن يبتعد عن العمل النقدي المضني والجاف إلى انساق الحياة البهيجة الأخرى. وتلك مشكلة النقد الحقيقي في بلادنا. فبرغم وجود أدب معاصرا زعم انه مميز على مستوى التجربة العربية لكننا بالمقابل لا نجد نافدا يحمل مشروعا بل نجد أعمالا نقدية لبعض نقادنا قد تكون جادة ولكنها لا تشكل رؤية واستراتيجية ممنهجة ومحددة عند الناقد. غياب المشروع النقدي المتكامل عند الناقد السعودي يرتبطمن وجهة نظري بأسباب أيديولوجية واجتماعية تتصل بهذا المجتمع. ويمكن تناولها في إطار إشكاليتين؛ الإشكالية الأولي ضغط الخطاب الديني علي الخطاب الأدبي والنقدي في مجتمعنا ذي الخصوصية الدينية، ممثلا ذلك من وجهة نظري في أمرين: أولهما: فقدان الناقد للمتلقي: حين يجتلب المشروع الديني آلاف المتلقين. في الوقت الذي يشعر فيه الناقد بغربته في المجتمع. وان صوته بعد عشرات السنين لا يجاوز عدد أصابع يده بعد الألف الساعات من العمل النقدي المضني. وهذا أمر يؤثر بلا شك علي عطاء الناقد. وثانيهما سيطرة وهم غواية النافد على فكر المتلقي، حين يؤمن المتلقي العام بآيات قرآنية تصادم الشعر والناقد له من مثل قوله تعالى؛ والشعراء يتبعهم الغاوون قفوله صلى الله عليه وسلم؛ لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا " وآيات وأحاديث أخرى تصادم مشروعه الأدبي واتساق ذلك مع متلق وثقافة دينية موجهة، وأحكام دينية جاهزة يصادم بها المتلقي ثوابت الناقد الدينية التي لا يرضى بها. في ظل عدم قدرة الناقد في إقناع المتلقي برؤيته التي يؤمن بها- ولعل هذا يفسر ليخروج ناقدنا عبدالله الغذامي من المشروع النقدي الأدبي الذي استبشرنا به خيراً في الخطيئة والتكفير مثلا إلى الثقافي والإعلامي. وخروج الناقد محمد بن مرسي إلى الأخلاقي والشخصي. وهروب كثير من نقادنا السعوديين إلى صالات الأسهم والعمل الاجتماعي والخيري. وباستثناء ناقدنا الكبير محمد حسن عواد يرحمه الله الذي أريأنهلا يشبه أحدا والذي كون له رؤية استراتيجية مختلفة تجاوز بها تبعات هذه الإشكالية. وأسس له مشروعا تحديثيا انطلق منه وناضل عنه حتى الممات - وهو مشروع جدير أن تجند له الدراسات: إذ هو رائد التجديد في بلادنا بلا منازع وكل رؤاه النقدية لها أبعادها المتصلة والإستشرافية فهو رائد قصيدة التفعيلة في المملكة ورائد قصيدة النثر تنظيرا وكتابة في بلادنا ومن الرواد عربيا. وحركته النقدية وكل ما كتب تتحرك وفق رؤى استشرافية تخضع جميعها لاستراتيجية خاصة عنده ومن بعده قد لا نجد إلى وفتنا ناقدا ولو معاصرا له استراتيجيته الذهنية بل نجد نقادنا من أسف يتحركون ذات الجديد وذات القديم ويقدم أحدهم مدخلا إلى مشروع يستبشر به الوسط النقدي ثم لا تلبثان تجده يتوقف أو يحول أو يهدم مشروعه لأسباب غير معلومة. لتراه في محاضرة أخرى ناقدا لنقده ومسفها لآرائه صرح بذلك أو اخفي. أما الإشكالية الأخرى التي أعرض لها وهي تتصل بالسابقة بسبب، فهي غياب الأصالة التي يمكن أن تجعل المشروع النقدي السعودي شيئا مذكورا ومختلفا. حيث أغلب نقادنا ينطلق في عمله النقدي: إما من منطلقات جمعية لنصوص تتكرر بعينها لأسماء نماذج دون تفعيل للمنطلقات النقدية التي تساعد في كشف أبعاد نص أدبي سعودي متجدد. وإما معتمدة في بنائها النقدي على أفكار الآخر غربيا كان أو عربيا ليبني عليها وليدور في حلقتها المغلقة التي تجعل لتفكيره بعدا ارتداديا وتعطل قدراته التطويرية. ومرصاد الفلالي نموذج على هذه الإشكالية. فالناقد حصيف وشاعر ولكنه انطلق من منطلقات غيره فجاء نقده موجها في الجملة. إن كتب من وحي تأثر بالغ بكتاب الديوان للعقاد والمازني. وهذا ما جعله أسيرا في طرحه النقدي لتلك المنهجية. ولو قدر له أن بنعتق من أسار ذلك لقدم لنا رؤى نقدية تنطلق من صميم الوعي النقدي وتتعامل مع العمل النقدي ذاته دون تسلط لرؤى الأخر. وأشير في عملي القادم إلى شيء من المقاربة في المنهج والرؤية بين كتابي الديوان والمرصاد التي أثرت من وجهة نظري على عمل الفلالي النقدي وقيدت حريته في الأحكام النقدية. وكان يمكن لو انعتق من أسار كتاب الديوان أن يقدم لنا مرصادا أخر.

عناصر مشابهة