ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مستقبل العراق بين الهيمنة الإيرانية وبروز حركات المقاومة السنية

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثالث عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة في مواجهة الصعود الإيراني
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: العلي، علي زياد فتحي (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2016
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1437
الصفحات: 279 - 299
رقم MD: 804360
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

53

حفظ في:
المستخلص: مثَّل التواجد الإيراني في العراق عامل خطر وتهديدًا للأمن القومي العراقي والدول المحيطة، على اعتبار أن هذا التواجد يتحدد من خلال الفكر القومي الفارسي، والمتمثل بالاستعلاء القومي، وإحياء النزعات الدينية من أجل ترسيخ الصراع والتجزئة الدينية، والذي دفع بإيران إلى المزيد من ترسيخ النفوذ والتوسع، ونتيجة لتوسع هذا النفوذ ظهرت حركات معارضة) سُنية (استشعرت هذا الخطر نتيجة للآثار السلبية التي خلّفها هذا التواجد؛ من خلال إبعاد وإقصاء أيّ قوى سنية تحاول الوقوف بوجه هذا التغلغل. يمثل العراق أهمية كبيرة في الفكر الاستراتيجي الإيراني، فيشكل لإيران بمثابة بوابتها الغربية نحو العالم العربي، ونقطة تواصلها مع امتدادها الشيعي في المنطقة، كما يُعد نقطة انطلاق للتوسع والهيمنة، وبالتالي فإن المساس بأمن العراق ومحاولة تغيير تركيبته الديمغرافية والسياسية الحالية، والتي سعت إيران إلى خلقها والمحافظة عليها منذ احتلال العراق عام 2003 م، يُعدّ مساسًا بالمصالح الإيرانية، وما تعتبره أمنها الاستراتيجي. إن هدف إيران الرئيس هو إيجاد تخطيط لاستراتيجيات متعددة وتنفيذها بالتوازي والتزامن وفق نمط من التفاعل والارتباط بينها، من أجل تعزيز قدرات إيران كدولة إقليمية مسيطرة. بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 م، وقيام الحاكم العسكري بول بريمر بحل الجيش العراق والمؤسسات الأمنية، سلّم العراق بشكل كامل إلى النفوذ الإيراني؛ حيث اتبعت إيران استراتيجية ذات وسائل وتكتيكات مختلفة من أجل ترسيخ وجودها في العراق، وأحكمت السيطرة على الوضع الأمني داخل العراق، كما اتجهت إلى دعم المرجعيات الدينية الموالية لها، والسيطرة على الطبقة السياسية في الحكم، في ظل غياب لأيّ حضور عربي وإسلامي يحد من النفوذ الإيراني. بعد احتلال العراق تم اتهام سُنة العراق على أنهم أتباع النظام السابق، ولكن في حقيقة الأمر إن النظام السابق لا يمثل طائفة معينة، بقدر كونه يمثل أيديولوجية فكرية مركبة من منظومات متنوعة لا يجمعها إلا هيكل حزب وقوة سلاح، والولاء له دون تفرقة قومية أو إثنية، فانجر السنة إلى خندق) المعارضة والمتهم( في نفس الوقت، إذ عانوا ما عانوا من التفرقة والتهميش بحجة الولاء لنظام صدام حسين، وتنفيذ أجندات إقليمية للدول العربية. ويمكن القول: إن الوجود الإيراني في العراق قد شوّه معالم الدولة العراقية، وقد يشوب الغموض مستقبل هذا البلد نتيجة الإرهاصات الداخلية والصراعات الإقليمية، وسرعة الأحداث الدولية، فكل هذه المتغيرات تنعكس سلبًا وإيجابًا على مستقبل العراق، فاليوم تشهد المنطقة تصاعدًا لنفوذ إيران، وبالتالي فإن مستقبل العراق يتأثر بشكل كبير على حجم وشكل التواجد الإيراني، واستنادًا على بعض معطيات الدراسة يمكن لنا أن نعطي لمحة مستقبلية لمدة لا تتجاوز) خمس سنوات( تمثل الأمد القريب والمتوسط؛ لاعتبار سرعة الأحداث ودراماتيكيتها في العراق والمنطقة.

عناصر مشابهة